إدراكًا لحساسية وخطورة اللحظة الراهنة التي تعيشها هذه المنطقة المهمة وبالغة القيمة الاستراتيجية للعالم أجمع، وانطلاقًا مما يحمله من رغبة دائمة لإشاعة الخير والسلام، وعزيمة كبيرة لإرساء كل دعائم الاستقرار وأركانه، التقى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، أمس في العاصمة الأردنية عمان، مع أخيه صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، كما التقى في العاصمة المصرية القاهرة مع أخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، في مباحثات حملت في مضامينها ومحاورها كل مخاوف وهموم الشعوب العربية مما يجري من أحداث وتطورات خطيرة، وركزت في أهدافها على سبل تحقيق آمال وتطلعات كل دول وشعوب المنطقة في إيقاف هذه التطورات الخطيرة ومنع انزلاق المنطقة لهاوية لن يستطع أحد التحكم في مدياتها الخطيرة على الجميع.
مباحثات جلالته حفظه الله مع كل من العاهل الأردني والرئيس المصري جاءت قبيل انعقاد القمة العربية التي تستضيفها مملكة البحرين في منتصف مايو المقبل، لتؤكد أن هذه القمة ستكون مفصلية في مسيرة العمل العربي المشترك، وحاسمة في تقرير مصير العديد من القضايا العربية والشرق أوسطية، وتؤكد أيضًا أن الجميع مدرك لأهمية المرحلة الراهنة وطبيعة تحدياتها ومتطلباتها وأهمية الخروج منها بنتائج مثمرة تعزز التضامن العربي والسلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
إن زيارات ولقاءات جلالة الملك المعظم تأتي في إطار جهود مملكة البحرين المتواصلة، وحرصها على العمل مع الأشقاء لدعم جميع المساعي والمبادرات الهادفة إلى إرساء سلام عادل وشامل من خلال العمل الجماعي والتعاون الحقيقي من أجل منع كل مظاهر التصعيد، والعمل بكل قوة لأجل توفير الحماية الدولية للمدنيين الأبرياء ومعالجة الوضع الإنساني الخطير في قطاع غزة، وحل القضية الفلسطينية بحصول الأشقاء الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة في تقرير المصير، والعيش في دولة مستقلة على أرضهم مثلهم كغيرهم من شعوب العالم.
إن لقاءات جلالة الملك المعظم في كل من عمان والقاهرة هي بادرة أمل من أجل التهدئة والسلام في المنطقة، ومن أجل مزيد من التحرك الإقليمي والدولي الفاعل والمؤثر من أجل احتواء الأوضاع ومنع التصعيد، وإرساء كل ما يمكن أن يدفع بالأمور في المنطقة إلى سلام عادل وشامل وآمن ومستدام، وحتى لا تكون المنطقة رهنا لدوامات مستمرة من العنف والتوتر.
مؤنس المردي