+A
A-

“حبال الفزعة” تنقذ عشرات السيارات من الغرق

تصدرت أجمل الصور في ليلة أمطار رعدية شديدة وهي تكشف "جمال روح" أبناء البحرين، فالكثير من الرجال والشباب والصبية، امتدت أيديهم لمساعدة كل من احتاج إلى المساعدة من المواطنين والمقيمين لا سيما أولئك الذين تعطلت سياراتهم وسط المستنقعات، وبسيارة قوية ذات دفع رباعي وحبال طويل، بدأت فصول القصة الجميلة.

اتصال..خارطة..فزعة

ومع خلايا النحل من فرق العمل التابعة لكل الوزارات التي انتشرت في مختلف مناطق البلاد، وفي الوقت الذي تداول فيه الناس عبر وسائل التواصل أرقام الطواريء للجهات الخدمية المتأهبة، انتشرت كذلك رسائل تحمل أرقام تواصل مع أصحاب "سحب السيارات" الذين تطوعوا لمساعدة المتضررين "مجانًا"، وكل ما يلزم هو الاتصال وتحديد الموقع عبر "الخارطة"، وبعدها يرتب المتطوعون طريق الوصول من خلال السواق المتاحين القريبين من المنطقة.

مركبات السحب

كان من الصعب الاتصال هاتفيًا للتحدث مع "عيال البحرين" لضغط الاتصالات، إلا أن محاولة "البلاد" ظفرت بالتحدث مع بعضهم ممن "رفضوا بلطف التحدث عما يقومون به من عمل لوجه الله"، بالإضافة إلى انشغال أصحاب مركبات السحب بعملهم تحت الأمطار، لكنهم أكدوا الاستعداد للعمل حتى الصباح، بل هناك من انضم من "الوينشات" للمبادرة من المعارف.

لا نريد "تصوير"!

ولأن المبادرة تستحق الشكر والثناء والتقدير، تحدث أحد الشباب بالقول :"لا نريد تصويرًا ولا ظهورًا في الإعلام.. كل ما نريده دعواتكم والله يحفظ الجميع"، لكنه تجاوب للحديث من ناحية الفكرة، فهو مع مجموعة من أصدقائه وإخوته أدركوا أن هناك الكثيرين سيحتاجون للمساعدة في هذا الطقس الصعب، ولأنه يملك مركبة قوية ذات دفع رباعي، تطلب الأمر توفير حبل طويل وقوي يكفي لسحب أي مركبة تعطلت وسط المياه، وسحبها إلى مكان أفضل أمانًا.

فضلًا عن.. الدعاء

وحال الاتصال بأحد الشباب، بادر بالتحية وقال بشكل سريع بعدها :"في أي منطقة أخوي؟" في دلالة على التأهب لإنجاز العمل، وبعد أن وجهنا له الشكر والتقدير على هذه الجهود، عبر عن سعادته وتكرار القول بأن ما نريده هو مساعدة الناس، فضلًا عن الدعاء، ورفض إرسال أية صور لهم أثناء عملهم، إلا أنهم سعداء جدًا خصوصًا وهم يرون الابتسامة على وجوه السواق، ويستمعون للكلمات المعبرة بالدعاء والامتنان.