ناقشنا وظائف المستقبل، مبينين أهمية توفر المهارات البيونكية الإلكترونية Bionic skills للقوى العاملة المستقبلية، ضمن الثورة الصناعية الرابعة، لتحقيق مستوى إنتاجية عالية بميدان عمل يعتمد على أربع نواح حرفية هي، أولاً: العمل بكفاءة وفاعلية مع التكنولوجيات المستحدثة، وثانيا: المعرفة التامة بالتواصل الرقمي، وثالثا: التكامل العملي العابر للحدود، ورابعا: المحافظة على جودة الحياة في بيئة عمل كثيفة التكنولوجيا. ففي الناحية الأولى وضحنا العمل بكفاءة وفاعلية مع التكنولوجيات الجديدة، المستلزمة للمهارات الذهنية والمعرفية المتقدمة لتعظيم الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي مثل الروباتات والإنسان الآلي من ناحية، والميتافيرس metaverse - العالم الافتراضي، واليوم نتابع النواحي الثلاث المتبقية.
الناحية الثانية تختص بالمعرفة التامة بالتواصل الرقمي وهو عنصر حاسم في العصر البيونكي الإلكتروني، والمتضمن التفاعل الاحترافي مع الفرق البعيدة مكانياً لمختلف الحقول المعرفية عبر القنوات المتعددة لخلق علاقات عمل متينة بين مختلف مكونات ميادين العمل المستقبلية. ولعل التمكن من مهارات التواصل ذات القنوات المتعددة Omni-channel communication من أهم أركان التواصل الرقمي، من حيث الاتصال الفعال والسلس عبر مختلف القنوات والمنصات بنمط متماسك وموحد.
أما الناحية الثالثة فهي التكامل العملي العابر للحدود والتي تشمل العمل كفريق مع زملاء وشركاء في بيئة عمل تواصلية ذات قنوات متعددة، فهناك مهارات التكامل على مستوى فرق عمل متعددة التخصصات، من جهة، وفرق عمل متداخلة معرفيا، من جهة أخرى، والمتضمنة القدرة على العمل بفاعلية مع أفراد من خلفيات وحقول مختلفة بتناغم جمعي لمعالجة أمور ومهام ذات تحديات معقدة ومشروعات غاية التداخل. كما أن العمل عن بعد ما يتطلب مهارات عمل عالية التكامل والتفاعل للعمل كجزء من فريق أعضاؤه موزعون في مواقع عمل مختلقة وبعضهم يعمل في موقع ثابت وآخرون يعملون من المنزل.    
أما الناحية الرابعة والأخيرة فتهتم بالمحافظة على جودة الحياة في بيئة عمل كثيفة التكنولوجيا، والتي تكمن أهميتها الكبيرة في العصر الكثيف تكنولوجيا عبر التفاعل مع موارد بشرية صرفه في بيئات افتراضية تشجع العزلة والشعور بالوحدة الموحشة. وهنا تكمن تحديات المهارات المستقبلية لسوق العمل.