يتم التركيز في الوقت الراهن على ضرورة توافر المهارات البيونيكية – الإلكترونية Bionic skills كمكون لوظائف المستقبل في سوق العمل المحلية والعالمية ضمن الثورة الصناعية الرابعة والتي ستكون فيها المنافسة على أشدها لصالح العمالة البيونيكية التي تستخدم التكنولوجيات الحديثة أكثر فأكثر لتعزيز كفاءة هذه العمالة ورفع إنتاجيتها وجودة مخرجات أدائها الحرفي. وعليه فإن العمل بسلاسة وتناغم مع التقنيات الجديدة لأداء مهام متزايدة التعقيد والسرعة يعتبر من أهم متطلبات الأيدي العاملة المستقبلية، والتي تحتاج إلى تحسين مهاراتهم ليستطيعوا أن يكونوا في وضع تنافسي دائم، ما يترتب عليه إعداد العمالة الحالية لمزيد من المسؤوليات في التعامل مع التطور السريع في التقنيات، باعتماد استثمارات مالية كبيرة.
ولتحقيق مستوى إنتاجية عال في موقع العمل علينا التأكد من أن الموارد البشرية فيها لديهم القدرة البيونيكية في أربع نواح حرفية أساسية، وهي: 1. العمل بكفاءة وفاعلية مع التكنولوجيات الجديدة والمستحدثة، و2. المعرفة التامة بالتواصل الرقمي، و3. التكامل العملي العابر للحدود، وأخيراً 4. المحافظة على جودة الحياة في بيئة عمل كثيفة التكنولوجيا، وسنستعرض لكل منها، أدناه.
أولا: بخصوص العمل بكفاءة وفاعلية مع التكنولوجيات الجديدة والمستحدثة، فإنه يستلزم مهارات ذهنية ومعرفية متقدمة لتعظيم الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي. 

مثل الروبوتات والإنسان الآلي من ناحية، والميتافيرس metaverse، أي العالم الافتراضي وفقاً لمذكرة مستقبل التعليم والمهارات حتى 2030 الصادرة من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD في (2019م)، من ناحية أخرى. وعلى سبيل المثال، فإن هناك مهارات محددة يحتاج إليها لطرح أسئلة حسنة التنظيم، ومنطقية لأدوات الذكاء الاصطناعي (AI) والتي بمقدورها التمييز بين ما هو أصيل ومختلق لمخرجات الـ (AI). إضافة إلى الحاجة لشكل عصري ومستحدث من الإبداع والابتكار لـ (AI) لتوجيهه للقيام بمهام غير تقليدية، وإنشاء محتوى خلاق سريع الاستجابة يفوق الأنماط السائدة حالياً. علماً بأن العالم الافتراضي سيشكل تحدياً كبيراً للعمالة المستقبلية لتحسين القدرات التفكيرية للجغرافية المكانية (GIS)  لهذه العمالة من التفكير الثنائي الأبعاد إلى الاستفادة الكاملة من الفرص التفاعلية التي يقدمها العالم الافتراضي. ونتابع.