العدد 5646
السبت 30 مارس 2024
banner
تطور أسواق العمل (2)
السبت 30 مارس 2024

بيّنا سابقا إلى أدبيات المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) لتطور أسواق العمل في أربع ثورات منذ (1775م) حتى الآن: أولاها ظهور المحرك الكهربائي والكهرباء وسكك الحديد والاتصالات التلغرافية، وثانيها الاعتماد على المكائن لتحل محل العمل اليدوي. أما الثورة الصناعية الثالثة فانبثقت بمنتصف القرن الماضي مع المرحلة الرقمية وتوافر الحواسيب، والإنترنت، والهواتف الذكية المحمولة، وانطلقت الثورة الصناعية الرابعة في العقود الأخيرة وتسارع وتيرة الابتكارات والاختراعات العلمية المرتكزة على الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والروبوت المتقدم، والتكنولوجية الفائقة الحداثة، والتي ألقت بظلالها على أنماط سوق العمل الحالي والولوج بتحولات عميقة التأثير على الأشغال والمهارات في المستقبل.
واليوم نعالج الخريطة الجينية للمهارات Skills Genome في سوق العمل المستقبلية والتي أصبحت أكثر تعقيدا ومتعددة التخصصات في آن واحد، فبينما يبدو أن المهارات التقنية تتقدم بوتيرة سريعة، فإن الاتجاهات التكنولوجية والاجتماعية والبيئية هي بدورها تتكيف وتخلق هذه الخريطة، والتي تعني أن تركيبة المهارات آخذة في التغير والتكون، بظهور منظومة من المهارات المطلوبة في سوق العمل الواجب توفرها في القوى العاملة الناجحة، كمثال: خليط نطاق الخبرة Domain Expertise مع المهارات التقنية يتحتم عليه أن يكون أكثر تعددية مع نطاق واسع من المهارات الاختصاصية Generalist Skills كالثقافة الرقمية، والتفكير النقدي، والتعاطفية تجاه الأخر أو زميل العمل، ومهارات الاتصال والتواصل، والمهارات الخضراء كالاهتمام بالطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء الحافظة للطاقة وبالتالي الموارد الطبيعية، والاختراعات المستدامة، وإدارة الهدر في الموارد، والمحافظة على الطاقة وإعلاء كفاءتها الإنتاجية، ودعم كل ما من شأنه تقليل تلوث الأرض، والتقدم في مجال تعزيز التغيرات المناخية.

الإيجابيّة وتخفيض الاحتباس الحراري للكون هذا من جانب، والعناية بالبيئة من ناحية  ثانية، كتوفير جودة الهواء، والعناية بالموارد المائية من التلوث، وإدارة الموارد المائية والبحرية، إضافة إلى جانب الأبعاد البيئوية الاجتماعية كالمسؤولية الاجتماعية للفرد والمؤسسة، وتشجيع المؤسسات الاجتماعية، ودعم مؤشرات الجودة الحياتي والاقتصادي، والاحترار الحضاري، والاستهلاك المستدام، وتشجيع الآثار الإيجابية الإيكولوجي أي الصديق للبيئة، وأخيرا العدالة والقانون حماية البيئة، ناهيك عن المهارات الاقتصادية والاجتماعية نحو التنمية المستدامة في بيئة العمل. وهذا غيض من فيض ما تتطلبه وظائف المستقبل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية