العدد 5649
الثلاثاء 02 أبريل 2024
banner
القرار المرفوض من إسرائيل وحماس
الثلاثاء 02 أبريل 2024

الفاصل الزمني بين موافقة مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة الأسبوع الماضي، وبين قيام الجيش الإسرائيلي بقصف ما يشاء من مبان ومناطق وقتل وجرح من يشاء من أهل غزة، لم يزد عن دقائق.. ببساطة قالت إسرائيل “إن القرار لا يعنينا”، وعمليا قالت إن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت لا يعني موافقتها على القرار، إنما من باب “لزوم الشيء أعلاه”.
أرقام الضحايا اليومية من أهل غزة بعد صدور القرار لم تختلف عن الأرقام قبلا، وسلوك الجيش الإسرائيلي بعده لم يتغير بل ازداد شراسة وارتفعت أعداد الضحايا في جنوب لبنان. عمليا قالت إسرائيل إن فهمها للقرار يختلف عن فهم الآخرين له، وملخصه أن عليها مواصلة الاعتداءات وتكثيف الضربات وإلا فإنها ستذوق الهزيمة، لهذا أيضا قامت بتنفيذ قرارات مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية غير عابئة بما تقوله الدول العربية والإسلامية ودول العالم أجمع. اليوم صارت الحاجة ماسة أكثر إلى القول إن ما تقوم به إسرائيل يهدد عملية السلام وحقوق الشعب الفلسطيني “في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية”، وكذلك صارت الحاجة ماسة إلى التأكيد على أن هذا هو المخرج الوحيد الذي يمكن أن يفضي إلى استقرار الأوضاع في المنطقة وتحقق الأمن والتنمية فيها، وأنه من دون العمل معا على تحقيق هذه الغاية لن تتوقف الحرب بل لا يمكن حتى تنفيذ الهدن المؤقتة. واقع الحال يؤكد أن قرار مجلس الأمن “التاريخي” بشأن الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة غير قابل للتنفيذ، فهو لم يفض إلى توفير الحماية للمدنيين وتوسيع تدفق المساعدات الإنسانية، ولا إلى وقف السياسات الاستيطانية ومنع اعتداءات المتطرفين على الأهالي.. والمثير أن حماس ليست مع القرار لأنه يطالبها بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الذين بتسليمهم قد تنتهي.
*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية