العدد 5642
الثلاثاء 26 مارس 2024
banner
حرب غزة مستمرة حتى قيام الساعة
الثلاثاء 26 مارس 2024

الفرحة التي توفرها صواريخ "حركة حماس" الفلسطينية و"حزب الله" اللبناني وغيرهما عند إطلاقها وتداول الأخبار بشأن ما يكون قد أحدثته في الجيش الإسرائيلي لا تؤدي إلى انتصار غزة وأهلها في الحرب التي ستدخل بعد قليل شهرها السابع، فما تفعله إلى جانب تلك الفرحة هو دفع الجيش الإسرائيلي إلى ممارسة المزيد من القسوة والإجرام بحق الأبرياء، والذين هم ضحية ما حدث ويحدث في غزة والضفة الغربية والقدس، وارتفاع أعداد الفاقدين لحياتهم والمصابين بجراح. مواصلة هذه الحرب لا تفضي إلى إيجاد حلول نهائية لما يجري هناك ويؤثر بالضرورة على مختلف دول المنطقة، والحلول التي ستنتج عنها ترقيعية ومؤقتة.

انكسار أحد طرفي حرب غزة وهزيمته أمر غير وارد على الإطلاق؛ إسرائيل تجد وستجد كل الدعم من الولايات المتحدة والغرب، والفلسطينيون يجدون وسيجدون كل الدعم والمؤازرة من إيران واليمن وغيرهما. الأمر الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى وقف نزيف الدم في كامل المنطقة هو التوصل إلى حلول دائمة يتم فرضها من قبل الأمم المتحدة وهو غير متاح حتى الآن. إسرائيل ومن معها لن يفقدوا الحيلة والقدرة ليستمروا في تفوقهم، والفلسطينيون ومن يؤازرهم لن يفقدوا الحيلة والقدرة لمواصلة المواجهة، وبعد الذي جرى لا يمكن لأي من الطرفين أن يقبل بالحلول المؤقتة، والبديل المنطقي هو الاستمرار في هذه الحرب وتحمل المزيد من الخسائر البشرية والمادية. واقع الحال يؤكد أن هذه الحرب التي ينبغي أن تكون الأخيرة ستستمر، وواقع الحال يؤكد أنه لا مفر من اعتراف العالم كله بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم ومشاركة الآخرين في الحياة، ويؤكد أيضا أن شعارات الموت والفناء لإسرائيل وأميركا غير منطقية وغير واقعية، فكما أن من حق الفلسطينيين أن يعيشوا ويحيوا كذلك فإن من حق الإسرائيليين أن يعيشوا ويحيوا، عدا هذا فإن هذه الحرب لن تتوقف اليوم ولا غدا وستستمر حتى قيام الساعة.

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .