+A
A-

"المسحر".. ما زال يجذب الشباب

مازال المسحر يتجول في "فرجان" المملكة في ليالي رمضان، في صورة تراثية تجسد ماضي البحرين في الشهر الفضيل، وخصوصا مع ليلة القرقاعون.
يحرص الشباب اليوم على مشاهدة المسحر، والتقاط الصور معه او الفيديوهات للسوشال ميديا كموضوع جديد عند الشباب، والاستمتاع بصوته وهو يدعو إلى الصيام، ويمثل بداية "السحور" قبل الفجر، وعادة ما يجذب المسحر الأطفال الذين يرافقونه أثناء جولاته الشعبية من المنامة الى المحرق وصولا الى القرى بشارع البديع الى مدينة عيسى والرفاع وغيرها. تعد مهنة المسحر في المملكة، واحدة من المهن التي سادت ثم اختفت للعودة في بعض المناطق، وهي مهنة مطلوبة بظروف الناس في فترة من الزمن بالرغم من التكنلوجيا والساعات الذكية، حيث اعتاد الناس على النوم مبكرًا، على عكس الوقت الحاضر، وفي شهر رمضان، يحتاجون إلى شخص ما لإيقاظه على السحور، قبل وقت صلاة الفجر، وبالتالي فإن المهنة الموسمية للمسحر، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقا بشهر رمضان.
وتعتبر هذه المهنة شائعة في جميع البلدان الإسلامية، وتطورت مع مرور الوقت، وقد ثبت أن بلال بن رباح مؤذن الرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتجول في الشوارع والطرق ليدعو الناس إلى السحور، وفي العصر العباسي، تم دمج الشعر في ممارسة إيقاظ الناس للسحور، وقد طور أهل بغداد شعراً فريداً مخصصاً لهذه العملية، أطلق عليه اسم "القومة" لأنهم قالوا في ختام العملية: "قوموا إلى السحور" كرسالة إلى صاحب المنزل.
وفي السابق كان المسحر يتنقل في أزقة "دواعيس الفرجان" من أجل توعية الناس بقرب وقت السحور، حيث لم تكن هناك كهرباء أو مآذن في المساجد، وهي مهمة مجانية مستمرة الى الان. وفي منتصف شهر رمضان، يركب حماره في الشوارع ويضع على ظهره سلتين كبيرتين، وكان البعض يقدمون له الأرز أو بعض الحلويات، بينما يدفع له آخرون نقدًا او بعض الهدايا الرمزية.