العدد 5637
الخميس 21 مارس 2024
banner
ألا تخجل من تصوير طعامك؟!
الخميس 21 مارس 2024

هل مازلت تتفنن في تصوير طعامك وكأن شيئاً لم يكن؟ تتفاخر بالموائد اليومية التي تتناولها وأسرتك على وجبات الإفطار والسحور في شهر رمضان المبارك، ناسياً أو متناسياً أن هناك شعباً يموت حصاراً وقتلاً وجوعاً وعطشاً، وأن هؤلاء هم إخوتك في الدين والخلق! ألم ترهم يهرولون مع غياب الطاقة والقوة نحو المساعدات الغذائية التي ترسل لهم من السماء، ليظفروا بها أو لا يظفروا، لتسقط في البحر، أو تذروها الرياح؟!

ألم تر الأطفال ذوي العامين والثلاثة أعوام يحملون الماء من أمكنة سحيقة ومن في عمرهم عندنا يلعبون ويطعمون في الحجور؟! هل تفطر قلبك على الفتى الذي عانى للحصول على وجبته وفرح لأنه سيحمل الطعام لأسرته أخيرا؛ فانسكبت وجبتهم على التراب وانهار باكيا؟!


إن كنت عربياً فعروبتك تمنعك من قهر الجوعى ومد الولائم للبطون المنتفخة ومنعها عن خمص البطون، النائمون على الماء القراح، المتوسدون أديم الأرض، وإن كنت مسلماً فدينك ينهاك عن الشبع والتباهي بالبطنة وفي غزة إخوة لك لا يجدون ما يسدون به رمقهم من ماء أو طعام.

كيف لا تغص باللقمة حين تراهم يجمعون القمح والطحين من الأرض مختلطا بالرمال وهم يحمدون الله على النعمة التي أنعم الله بها عليهم، ويسجدون شكرا له، وأنت تحشو بطنك وتصور إفطارك وسحورك والحلويات والموالح بين الوجبتين دونما حمد أو شكر أو ذرة من الإحساس بالمنكوبين والجرحى والشهداء من الأطفال تحت ركام منازلهم؟

أولئك الذين لم يلحقوا بوجبة الفطور التي شقت أمهم لجلبها على هيئة كيس من الطحين، ووصلت أخيرا لتجدهم صرعى تحت الأنقاض. كما أنه ليس من آداب العرب، فهو ليس من آداب الإسلام، سيما في شهر الله، أن تتفاخر بطعامك وللمعدمين حق فيه، أقله الإحساس بضرهم وظلامتهم وجوعهم؛ فإلم تكن مسلماً فكن عربيا شهما ناصرا ومغيثا.

كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية