حل علينا شهر رمضان الكريم، بعد طول انتظار، وشوق، وحنين، فبلياليه المختلفة بكل شيء، وبلحظاته المليئة بالسيرورة، والأمل، والتعبد، وحصد الحسنات، فرصة للتأمل في النفس، وفي الحياة، واليوميات، وما للمرء، وما عليه.

ونستذكر بهذه الأيام الفضيلة، والتي أبهجتنا وأي بهجة؟ بالتكافل الاجتماعي، والإنساني، واستذكار الآخرين ممن هم بالحاجة للعون، والمساعدة، والصدقة، بالإيثار، والإحسان، وإخراج الصدقات بالخفاء.

ومما هو رائع، المبادرة بزيارة الأسر المتعففة في بيوتها، وطرق أبوابها، والسؤال عن حال أصحابها، ولأنه وبهذه اللحظات فرصة لغسل ذنوب المرء، والتقرب من خالقه.

وكذلك التزاماً بمقولة الرسول الكريم بأن "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل، سرور تدخله على مسلم، تكشف به كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعاً".

وبيوت الأسر المتعففة شاهدة على أهلها، فهي ليست بحاجة للتحري أو السؤال، أو البحث، فهي وببساطة معروفة من جدرانها، وأبوابها، وحال من بها، ممن ينتظرون السابقين إلى الخير، وإلى الأجر، وإلى الفوز بمرضاة العلي القدير.

هذه الثقافة الإنسانية والتي يوصي بها الدين، وتؤكد عليها كل العادات والأعراف والقيم الإنسانية هنا، وبأي مكان بالعالم، تقودنا وبشكل تلقائي إلى النظر لحالنا، وحال أولادنا، وهل أنشأناهم النشأة الصالحة بذلك؟ أم أشغلتنا عنهم الحياة فيما لا طائل لهم، ولا لنا به.