العدد 5626
الأحد 10 مارس 2024
banner
أية ذكرى أليمة تعود
الأحد 10 مارس 2024

أية ذكرى تعود تُفقدني توازني، نعم إنه يوم كان بمثابة ألم وحزن على قلبي، يوم السبت 1442/8/28، يوم فقدتُ فيه أجمل وأغلى شمعة كانت تُنير حياتي، فبعدها أصبحت حياتي بدون هدف ومعنى، ها هو يوم فقدك يعود ويأتي الأول من رمضان بدون وجودك يا أبي، حيث يأتي كصدمةٍ موجعة، فتشتاق الأرواح لحنانك، وتتيه القلوب في غيابك.
نعم هاجت بي الذكرى في ليلة الثامن والعشرين من شهر شعبان، وهي ذكرى وفاة أبي، حيث وافته المنية في الثامن والعشرين من شهر ثمانية عام 1442، حيث كان موعدي مع التعب وتذكر أبي وكيف كان يحرص على العبادة واستقبال العيد بتجميع الأحباب، حيث يحرص على وجودنا، كلمات تخرج من قلب كسير يفتقده ويحنُ إليه، نعم بعد أبي انكسر كل شيء حتى الضحكات، وحتى الأمن الذي أحس فيه أفتقده، تركتني يا أبي مع التعب والألم، والله لم أكن أحسب حساب هذه الأيام، وأفتقدك بحسرة وألم.
أبي أين أنت.. اشتقت إليك، لا تهنأ بشيء إلا بسؤالك عني، تقول أين غدير؟ لا أنسى كلماتك لي وأنت تقول عندما كنت معك في يوم كنت فيه مُتعبا "غدير همك عندي كبير"، فقلت لك وجودك بجانبي قوة، لكن الآن تركتني أصارع لا سند ولا معين لي، تركتني للحزن والألم في كل يوم أذهب إلى المقبرة واقفة عندها أبكي، حيث عجزت قواي عن استيعاب فقدك.
أبي أنا موقنة أنك رحلت للآخرة، وأعلم أنك لا تسمعني ولا تصلك كلماتي، لكنني أحب أن أخاطبك وكأنك أمامي، أحب أن أكتب إليك وكأنك تقرأ، أحب أن أناديك وأنتظر سماع صوتك وكأنك ستجيب، ليس يأسا ولا جنونا لكنني أحب أن أعيش حياة أنت فيها وكأنك موجود رحمك الله يا قلبا لن يحبني قلب مثله.
أكتب إليك أبي.. انطفأ قلبي برحيلك، ولم تكن أبا فقط، كنت ولا تزال كل شيء، الأب الحنون الذي لطالما خاف علينا، والأخ الذي كان يعطف علينا، والصديق الذي كنا نتآمر لنفعل مصيبة ما من مصائبنا معا، لم يشهد قلبي ولن يشهد سعادة كالتي ذقتها معك.. أحبك جدا، اللهم أفسح لأبي في قبره ومد بصره وافرش قبره من فراش الجنة، اللهم أعذه من عذاب القبر وجاف الأرض عن جنبيه، اللهم املأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور، اللهم قه السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته. اللهم اغفر لأبي في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين، وأفسح له في قبره ونور له فيه. ابنتك المحبة التي لن تنساك.
كاتبة سعودية
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية