حين يأتي ذكر أسماء كريمة من رجالات مملكة البحرين، وحين تقترب إشارة الخارطة من البلاد القديم، يأتي ذكر المرحوم علي بن إبراهيم عبد العال.. إبن القرية، الذي تميز بشخصية لها حضورها وإسهاماتها المتنوعة، بل يعد من طلائع شخصيات ورجالات البحرين حيث ساهم بصورة ملموسة في نمو وازدهار وتطور الاقتصاد البحريني، وعلى الخصوص في مرحلة ما بعد اكتشاف النفط.

علم من الرواد

تلك المقدمة صاغها مدير شبكة البلاد القديم الإعلامية والمهتم بتاريخ وتراث البحرين حسين المديفع، في حديثه عن "الوالد الوجيه بن عبدالعال"، كونه أحد الأعلام وواكب المتغيرات بحلوها ومرها فكان أحد الرواد مع نخبة قليلة من جيله الذي ساهموا في صنع التاريخ السياسي والإنمائي للبحرين، وقد تم اختياره عضوًا في صياغة أول دستور للبحرين عام 1973، ومن ثم انتخب عضوًا في أول مجلس وطني يمثل ضواحي العاصمة المنامة والقرى المحيطة بها.

أستاذان جليلان

في العام 1918 ولد الراحل في قرية البلاد القديم، وفي طفولته، التحق بالمدرسة المباركة العلوية وهي اليوم مدرسة الخميس الابتدائية للبنين، ولم يكتف بعد إنهاء تلك المرحلة الدراسية من اكتساب العلم، فقد تتلمذ على يد أستاذين جليلين في المنامة هما عبدالله محمد الشيخ ومحمد علي حميدان، وكان ذلك في العام 1930.

مشروعات مهمة

التحق للعمل في شركة نفط البحرين "بابكو" في حقبة الخمسينيات، وعمل كذلك فترة من الزمن معلمًا في مدرسة سترة ولاحقًا في مدرسته التي ترعرع فيها، وهي المباركة العلوية، لكنه اتجه للعمل الحر، وأنشاء محطة البترول الكائنة حاليًا وتحمل اسمه في البلاد القديم، كما أنشأ  محطة لتوزيع الغاز عام 1971، وليس ذلك فحسب، بل ساهمت شركاته في إنشاء مشاريع متعددة مهمة، وهو من أوائل أعضاء مجلس إدارة العديد من المؤسسات الاقتصادية مثل: شركة البحرين لهندسة وإصلاح السفن في العام 1962 وشركة استيراد الاستثمارية في العام 1973 وعضو اللجنة التأسيسية في هيئة التأمينات الاجتماعية في العام 1975، والبنك الأهلي التجاري في العام 1977 وغرفة تجارة وصناعة البحرين ونادي البحرين للفروسية، والمدرسة الهندية ومدرسة البيان في العام 1982، علاوة على أنه مؤسس نادي الخميس (نادي الاتحاد حاليًا) في العام 1952.

عطاء ينابيع العيون

توفي الراحل يوم الخميس الموافق 27 فبراير 2014 وشيع إلى مثواه الأخيرة في مقبرة أبو عنبرة في البلاد القديم، لكن ذكره بقي، كما يصف المديفع، متدفقًا بالخير والعطاء كينابيع العيون في أرضها كعذاري وقصاري.. تغدق بمائها عبر الأنهار والسواقي التي تمتد من البلاد القديم لتروي الأرض الطيبة.