العدد 5609
الخميس 22 فبراير 2024
banner
حوسبة الحافة: نحو سرعة وكفاءة معززتين بالذكاء الاصطناعي
الخميس 22 فبراير 2024

لا يذكر الجيل الجديد الشاب المحظوظ، القابع تحت منتصف الثلاثينات من العمر، ما عانيناه، نحن آباءهم، في مبتدأ هبوب عاصفة الإنترنت على العالم مطلع الألفية الجديدة، حينما كنا ننقر بالعنوان لنفتح نافذة واحدة في الشاشة، ثم ننهض لنعد فنجان قهوة، ريثما تفتح النافذة. صرنا اليوم، ومعنا ذلك الجيل المحظوظ بالإنترنت فائق السرعة، لا نصبر لثانيتين إن لم تنفتح النافذة على الموقع المطلوب، ونكاد نفجر لوحة المفاتيح بالضغط المتكرر للفتح.
غير أن حوسبة الحافة، تحل مشكلة ثانيتي التأخير، الناتجة عن معالجة بيانات الشبكات مركزيا، وذلك عبر معالجة البيانات على حافة الشبكة أو حدودها، بتقليل زمن الوصول، وتحسين الموثوقية، وخفض العبء على البنية التحتية المركزية.
وحوسبة الحافة هي إطار لتوزيع البيانات على الأجهزة الموجودة على حافة الشبكة بقدرات حاسوبية تمكنها من معالجة البيانات طرفيا، دون الحاجة إلى نقلها إلى مركز بيانات بعيد للمعالجة، ما يسمح بأوقات استجابة أسرع، فلا يلزم نقل البيانات عبر الشبكة، ويقلل من خطر فقدان البيانات أو تلفها أثناء النقل، إذ يتم إرسال البيانات ذات الصلة فقط إلى البنية التحتية المركزية لمزيد من المعالجة.
ويُعد دمج حوسبة الحافة والذكاء الاصطناعي حديثا، ثورة تقنية هائلة، تسهم في تحسين حركة المرور في المدن الذكية عبر تحليل البيانات من أجهزة الاستشعار في الوقت الفعلي، واتخاذ القرارات اللازمة للتحكم في إشارات المرور على سبيل المثال.
كما يمكن أن توفر تجربة ألعاب سلسة في الواقع الافتراضي، مع تمكين التطبيقات الجديدة التي لم تكن ممكنة من قبل، مثل السيارات ذاتية القيادة والطباعة ثلاثية الأبعاد.
بطبيعة الحال، لا يخلو الأمر من تحديات وعلى رأسها خصوصية المستخدمين والتوافق بين مختلف أجهزة حوسبة الحافة.
أما الأمان الرقمي التي تتطلبها هذه التقنيات، فهو تحد مختلف للدول، وللبحرين نصيب أكبر منه، بحكم الملفات الإقليمية الساخنة المستجدة، التي فرضت على المملكة الاشتباك معها، ما جعلها عرضة لهجوم قراصنة، وفرض عليها أن تتعامل بشكل مختلف مع تلك التقنيات التي لا غنى عنها ضمن الاستراتيجية الوطنية الرقمية التي أطلقت العام الماضي، وممتدة لثلاثة أعوام، ولهذا الجانب مقال مفصل مقبل بإذن الله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .