العدد 5608
الأربعاء 21 فبراير 2024
banner
إلى الإدارة العامة للمرور مع التحية
الأربعاء 21 فبراير 2024


نشرت الصحف المحلية خبرا جديرا بالاهتمام، ويستحق تسليط الضوء عليه أكثر نظرا لأهميته، يقول الخبر إن الإدارة العامة للمرور تمكنت من ضبط 648 سائقاً من جنسيات مختلفة لممارسة أحد أنشطة النقل العام بدون ترخيص صادر من وزارة المواصلات والاتصالات. واسمحوا لي في هذا المقام أن أتقدم بالشكر للإدارة العامة المرور على هذا الجهد الكبير الذي بذل في إنفاذ القانون وتطبيق العقوبات حسب قانون المرور. شخصيا، أثنيت على جهود هذه الإدارة الموقرة في مقالات سابقة لي، فهي تسعى جاهدة للحد من الحوادث المرورية وسلامة المواطنين والمقيمين على حد سواء. ونظرا للعدد المهول من المركبات في المملكة مقارنة بعدد السكان والمساحة الجغرافية ومحدودية البنى التحتية فيما يخص الشوارع والجسور، فإن الوضع أصبح لا يطاق وأصبح حديث الساعة، بل مخيفا وقد يخرج عن السيطرة يوما ما إذا لم نجد حلولا جذرية لهذه الأزمة.
لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه، حيث إن الخبر المنشور لم يشر إلى المدة الزمنية لتلك المخالفات! فذكر عدد المخالفات لا يعني شيئا، فإذا افترضنا أن المخالفات كانت خلال شهر واحد، فيختلف عما إذا كانت خلال سنة كاملة! وفي جميع الأحوال فإن الرقم يعد مخيفا، بل مخيفا جدا. عموما، هذا الموضوع يدق جرس إنذار للمسؤولين، إذ إن هذه الظاهرة تم تداولها كثيرا ومن المؤسف أن نرى جنسيات مختلفة - الآسيوية خصوصا - مازالوا يمارسونها بكل وقاحة رغم علمهم بعدم قانونيتها، وبذلك يضربون القانون بعرض الحائط! هؤلاء يستحقون الضرب بيد من حديد، فهم لم يحترموا قوانين الدولة، ومن حقنا اتخاذ أقصى العقوبات لكل من تسول نفسه العبث في مكتسبات وطننا الغالي. 
أتمنى أن تفرض عليهم العقوبة حسب قانون المرور (المادة 46) بالحبس الذي يصل إلى 6 أشهر أو دفع غرامة تصل إلى 1000 دينار. كما أتمنى أن يتم الإفصاح عن ذلك في الصحف المحلية باللغتين، كما أنه لا ضير من مخاطبة سفاراتهم في المملكة، فالقانون إذا طبق بصرامة ستكون النتائج مرضية جدا، وستكون درسا كبيرا للآخرين، فهؤلاء الأشخاص تسببوا في مزاحمة أرزاق البحرينيين الذين يعملون في هذا القطاع منذ سنوات، ناهيك عن المؤسسات التجارية البحرينية والأجنبية المرخصة.
إذا العملية تحتاج إلى تطبيق صارم ضد المخالفين، وذلك لكي يتعظ الغير، لذا فإن تطبيق القرار والقرار الصارم هو مربط الفرس.
ختاما.. أكرر شكري وتقديري للإدارة العامة للمرور للجهود الحثيثة والمضنية التي تبذلها لحفظ سلامة المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، وإحقاقا للحق فهم يبذلون قصارى جهدهم لتحقيق أهدافهم لجعل مملكتنا الغالية مثالا يحتذى فيما يخص السلامة المرورية والمحافظة على سلامة السائقين.

كاتب وإعلامي بحريني
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية