وسط كم الفيديوهات التي تمتلئ بها وسائل التواصل الاجتماعي تتوفر فيديوهات تحمل “وصفات طبية” يقول أصحابها إنهم جربوها وأعطت مردودا طيبا، وينصحون من يعاني من تلك الأمراض أو تظهر عليهم أعراض معينة أن يجربوها ففيها الشفاء. من ذلك على سبيل المثال فيديو انتشر أخيرا يشرح صاحبه فيه كيف أنه استفاد من الخلطة التي توصل إليها وقوامها نواة إحدى الثمار ونوع معين من المشروبات الغازية!
ولأن هذا الفيديو كان لافتا أرسلته إلى خبير التغذية الدكتور زكريا الخنجي عبر “الواتساب”، وسألته عن رأيه فيه فأرسل لي “هههههههه”، ثم هاتفني وقال ما ملخصه “إن الناس في ظل غلاء أسعار العيادات والمستشفيات الخاصة التي يعمد كثير منها إلى ابتزاز المرضى عبر إجراء فحوصات لا لزوم لها، وفي ظل صعوبة الحصول على مواعيد قريبة في المستشفيات الحكومية، فلا مفر لهم من اللجوء إلى السهل والرخيص من مثل تلك الوصفات التي لا تخلو من شعوذة، بينما وزارة الصحة المعنية بموضوع التوعية غائبة عن الذي يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت ينبغي أن يكون لها دور في التوعية والتنبيه إلى خطورة الأخذ بما يتم الترويج له. المثير أنه في الزمان الذي لم يكن لوسائل التواصل الاجتماعي وجود كانت وزارة الصحة تمارس دورا لافتا في التوعية وتعمل برامج صحية. اليوم عليها أن تهتم بأسئلة الناس الصحية وتوفر الإجابات والتوضيحات التي يحتاجونها لا أن تسكت وكأن الأمر لا يعنيها ولا ترد إلا عندما يتفضل أحد النواب بسؤالها، أو إذا صار الموضوع موضوع رأي عام”، وختم بأن “على وزارة الصحة أن توفر الردود والتوضيحات على كل ما له علاقة بصحة الإنسان والغذاء وتعلم الناس كي يحموا أنفسهم من ذلك الشر”. كان اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة الدكتور عبدالرحمن الغريب قد نشر ذات مرة فيديو ذكر فيه أن إحدى مرضاه عرضت صحتها للخطر عندما سلمت بصحة فيديو ينصح بحماية الأذن بصب الزيت فيها!
كاتب بحريني