العدد 5588
الخميس 01 فبراير 2024
banner
تدمير راحة الجيران
الخميس 01 فبراير 2024

قبل عامين أو أكثر، كتبت مقالاً عن الفوضى العارمة التي تحدث في المناطق السكنية، لاسيما التي تحمل طابع مشاريع وزارة الإسكان، حيث تكون بداية ونهاية هذه الفوضى، عمليات التوسعة للبيوت والتصليحات والإضافات والتي هي حق مكتسب لكل صاحب بيت.
ولا تكمن الإشكالية في عمليات التوسعة تحديدا، وإنما في التوقيت، والذي يدمر خصوصيات الجيران وراحتهم، ويقلب حياتهم لجحيم لا يطاق، والسبب جار أناني، لا يرى بأم عينه إلا مصلحته، وما يريده هو فقط، وهو أمر لا يجوز.
معظم المقاولين الذين يتعاملون معهم، يبدأون عملهم المضجر والمزعج، من الصباح الباكر، بناء على طلب صاحب البيت نفسه، والذي يكون في بعض الحالات في السادسة صباحا، والناس نيام، خصوصا في مواسم الإجازات، وفي إجازات نهاية الأسبوع والتي تطول يوم الجمعة أيضا.
أحد المواطنين حدثني بأن جاره، لم يتوقف عماله عن أعمالهم الإنشائية حتى في إجازة رأس السنة، وآخر قال، إن بعض العمال يستمرون بالعمل حتى التاسعة مساء، ولربما العاشرة بحالات قليلة، فما الذي يحدث هنا؟ ومن المسؤول عن ذلك؟
الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بسابع جار، لكن ما نراه أن هنالك من “لا يحشم” الجار الذي لا يبعد عنه إلا أمتارا قليلة، في أعمال توسعة، بالإمكان أن تنجز بالشكل الصحيح، وأعني وقتيا، وبحيث تبدأ بفترة لا تقل عن التاسعة صباحا، وتنتهي قبل الخامسة عصرا على الأقل؛ لأن الجار له حق في الهدوء، ولأن هناك أطفالا، وعجائز، ومرضى بالسكر والضغط، ومن حقهم النوم، والراحة في بيوتهم.
نأمل أن يسن قانون يضمن حقوق الجيران في هذا الشأن، وبحيث ينظم وقت عمل المقاولين في المناطق السكنية، سواء بأعمال التوسعة، أو في حالة بناء المساكن الجديدة، وهو حق لا مزايدة فيه، ولا تطاول على أحد، لكن هنالك -وأقولها آسفا- من لا يسير على الصراط المستقيم إلا بالقوانين والعقوبات والغرامات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .