وسط الزحمة التي امتلأت بها المنطقة في أعقاب خطوة حركة حماس التي صار الكثيرون اليوم يرون أنها لم تكن محسوبة جيدا، وأنها لم تتوقع ردة الفعل العنيفة من قبل إسرائيل وما يمكن أن يعقب ذلك من أفعال في البر والبحر، وسط هذه الزحمة ليس غريبا أن ينبري من يصطاد في الماء العكر ويهاجم الدول التي آثرت العقل على العاطفة وقررت التعامل مع الواقع مثل دولة الإمارات العربية المتحدة التي رغم كل شيء لا يلتفت قائدها إلى ما يقال عنها من كلام ناقص ويعمل بدلا عن ذلك بعزم وقوة بغية التوصل إلى قرار وقف إطلاق النار وإيجاد حل للقضية الفلسطينية. يفعلون ذلك رغم كل الخطوات العملية التي تترجم بها دولة الإمارات تصريحات مسؤوليها الذين لم يتوقف حراكهم ويتواصلون ليلا ونهارا مع مختلف الجهات التي لها علاقة بما يجري في غزة أملا في وضع حد لحمامات الدم التي صار الفلسطينيون غارقين فيها، ومنع اتساع رقعة الحرب التي إن حصلت تمكنت من المنطقة وأعادتها مئات السنين إلى الوراء. 
دولة الإمارات ومعها الدول التي تسير في نفس الدرب، خصوصا مملكة البحرين، مستمرة في التحذير من مغبة فقدان السيطرة على الأعصاب والتسبب في اتساع دائرة الحرب التي ينبغي أن تتوقف اليوم قبل الغد، ولهذا فإنها تقف بحزم في وجه الخطوة الطائشة التي خطاها الحوثيون في مياه المنطقة وصاروا يبتزون بها العواطف، فهذه الدول تعرف جيدا الحال التي ستؤول إليها اليمن والمنطقة بل والعالم لو استمرت أميركا وبريطانيا في الرد على ممارسات الحوثيين بنفس الطريقة التي يفكرون بها. الإشاعات التي ينثرها الحاقدون على دولة الإمارات يمنة ويسرة والاتهامات التي تساق من دون دليل عبر الفضائيات لا تثنيها عن عزمها والدور الذي قررت أن تمارسه وتؤمل أن تجد في نهايته قرار وقف إطلاق النار في غزة وإيصال ذوي العلاقة إلى الطاولة التي لا يقومون عنها إلا بولادة الدولة الفلسطينية المستقلة.
* كاتب بحريني