+A
A-

بسباق البيت الأبيض المرتقب.. توقعات بمنافسة بين رئيسين ورؤيتين متضادتين!

تشير التوقعات إلى أن الولايات المتحدة الأميركية على موعد مع منافسة فاصلة ستضع من جديد الرئيس الحالي جو بايدن، في مواجهة مع الرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك بعد محطة الانتخابات التمهيدية في نيو هامشير، وهي الجولة التي فاز بها ترامب.

وعلى الأغلب، لن يكون السباق القادم إلى البيت الأبيض تقليديا، بل سيمثل "صراعا" بين رؤيتين متضادتين لفكرة أميركا ومستقبلها.

ورغم أن بايدن يتمتع بإرث طويل من الخبرة السياسية كرجل مخضرم، له بصماته في السياسة الأميركية على مدى أكثر من 40 عاما، إلا أنه يشترك مع ترامب في أنهما عاشا تجربة الرئاسة الأميركية، ويعرفان جيدا ما يعني أن تكون رئيسا للولايات المتحدة الأميركية.

وترامب هو أول مرشح جمهوري سابق يفوز بكل من ولايتي أيوا ونيو هامشير حيث أدت هيمنته على الحزب إلى إذابة المعارضة المتبقية له بين الجمهوريين في الكابيتول هيل، وتشير أرقام استطلاعات الرأي التي حققها إلى أنه ربما لا توجد ولاية في البلاد يستطيع فيها جمهوري آخر أن يهزمه.

ويتوقع مراقبون ألا تتمكن نيكي هايلي، على الأغلب، من هزيمة ترامب في الانتخابات التمهيدية لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لدخول السباق الرئاسي 2024، وهو ما يعني أن بايدن وترامب سيتواجهان من جديد.

 

 

منافسة غير تقليدية

وبحسب تقرير مطول لصحيفة "نيويورك تايمز" New York Times، فإن المنافسة على الرئاسة الأميركية في انتخابات نوفمبر المقبل، لن تكون تقليدية، بل هي "صراع بين رئيسين مختلفين تماما"، رئيس أميركا الزرقاء، وما يمثله ذلك من اتجاه نحو الانفتاح والليبرالية، مقابل رئيس أميركا الحمراء، الذي يدعم التيار المحافظ في رؤية أميركا داخليا وخارجيا.

وبناء على هذا الافتراض، فإن الأمة الأميركية ستكون على موعد من هذا "الصراع" الذي يستمِد جذوره من انتخابات 2020، والتي تمكن فيها بايدن من إخراج خصمه ترامب من البيت الأبيض، رغم أن الأخير لا يزال حتى اللحظة لا يعترف بالهزيمة.

وبحسب تقرير "نيويورك تايمز"، فإن بايدن وترامب "يمارسان السلطة" بشكل مختلف، فبايدن هو الرئيس الحالي، وصاحب السلطة الشرعية في البيت الأبيض، ما يجعله يتمتع بكل مزايا وعيوب الجلوس في المكتب البيضاوي. أما ترامب فلا يزال، وفق التقرير، يتصرف كـ "رئيس حالي"، وقد وضع أجندة الجمهوريين في واشنطن وعواصم الولايات الأميركية.

 

 

رؤيتان متباينتان لأميركا

والتنافس بين بايدن وترامب يدور حول "رؤيتين متباينتين" إلى حد كبير لأميركا، حيث يرى بايدن أميركا تحتضن التنوع والمؤسسات الديمقراطية والأعراف التقليدية، والتي تعتبر الحكومة في أفضل حالاتها قوة من أجل الخير في المجتمع. فيما يقود ترامب ثورة على ما يعتبره "النظام الفاسد بسبب المؤامرات المظلمة، وتفضيل من لا يستحقون على الأشخاص العاديين الذين يعملون بجد"، وفق تحليل "نيويورك تايمز".

وتعوَّد الأميركيون على استراتيجية ترامب التي تركز على مهاجمة معسكر خصمه بايدن، وكَيْل الاتهامات التي تشكّك في قدرات الرئيس الحالي الصحية والذهنية، إلى جانب اتهام إدارة بايدن بالوقوف خلف الملاحقات القضائية الفيدرالية ومحاكمات الولايات التي يخضع لها.

على الجانب الآخر، تجنب بايدن ذكر ترامب بالاسم في وقت مبكر من رئاسته، لكن ذلك تغير بشكل كبير مؤخرا. وألقى بايدن خطابا، الأسبوع الماضي، أدان فيه منافسه المتوقع في انتخابات 2024 معتبرا أن ترامب يشكل "تهديدا" للديمقراطية الأميركية. واتهم بايدن خصمه ترامب بأنه "يضحّي بالديمقراطية الأميركية، من أجل أن يصل إلى السلطة".

والتباين الكبير في رؤيتي بايدن وترامب لأميركا تسبب في ديناميكية نشطة أدت إلى تقلّبات كبيرة في مزاج الشارع الأميركي، وبالتالي أحدث هذا الأمر تغييرات في اتجاهات المنافسة.

وكان الاتجاه السائد في البداية، أن ترامب هو المرشح الجمهوري الذي سيسهُل على بايدن هزيمته كما فعل في عام 2020.

 

الديمقراطيون قلقون

ولكن مع بدء استطلاعات الرأي هذا العام في إظهار قوة ترامب ليس فقط بين الجمهوريين، ولكن في المنافسات المباشرة مع بايدن بين الناخبين غير المنحازين، أصبحت حملة الديمقراطيين قلقة بشكل متزايد.

ويواجه بايدن الذي يكبر ترامب بأربع سنوات، شكوكا عميقة بشأن عمره ويكافح من أجل التمسك بائتلاف الناخبين الذين شكلوا فوزه الأول.

ومن أجل إعادة الفوز فقد تحول إلى قضايا مثل حقوق الإجهاض والديمقراطية، وهي موضوعات يتردد صداها بين قاعدته الانتخابية والمستقلين وحتى بعض الجمهوريين المعتدلين.

وبكل المقاييس يبدو أننا على موعد مع واحدة من أشرس المعارك الرئاسية الأميركية التي لن تجذب المواطن الأميركي فقط، بل ستجذب انتباه العالم.