ما يثير الدهشة والاستغراب الشديدين هو سهولة شراء مواد كيميائية خطيرة من خلال بعض المحلات، وتدعى هذه المواد بـ “الأسيد” أو “حمض الكبريت الساخن”، وما نطلق عليه بالعامية “التيزاب”، وعلمياً “حمض النيتريك”، كما يطلق إخواننا المصريون على مثل هذه المادة “ماية النار”، وهي مواد بالغة الخطورة لها قدرة فائقة على تشويه الأجسام وإذابتها وتحليلها، وكانت سبباً في تنفيذ جرائم بشعة سمعنا وقرأنا عنها في بلدان مختلفة، وشاهدناها في المسلسلات والأفلام. 
هذه المواد الكيميائية الخطيرة تباع بأبخس الأثمان، وبمبالغ قد لا تتجاوز الدينار أو الدينارين، دون اشتراطات أو تحذيرات كافية توضح مدى القدرة الفائقة لهذه المواد وخطورتها الشديدة، والتي تتطلب التوعية، واستخدامها من قبل مختصين. ويباع مثل هذا السلاح – إن صح التعبير بتقنين مفهوم استعمالاته – لعامة الناس، دون إرشادات وبيان للاحتياطات، وهو ما تسبب بحوادث كثيرة نمت عن عدم دراية ووعي.
ومع نعمة الأمن التي نعيشها في بلدنا، وهو ما جعله مضرباً للأمثال، وخياراً مثالياً للعيش، باعتبار الأمن من أهم المقومات الأساسية التي يحتاجها الإنسان، يصبح من الضروري بمكان إيجاد طريقة مثالية للحيلولة دون وقوع بعض الحوادث بسبب عدم الإدراك والوعي، وذلك بتحديد الاشتراطات بشكل واضح وكافٍ وتقديم التحذيرات الملائمة عند شراء مثل هذه المواد؛ حتى لا يساء استخدامها، وأن نضمن عدم تسببها بأذية المستهلكين بشكل عام.
* كاتب وأكاديمي بحريني