العدد 5568
الجمعة 12 يناير 2024
banner
البِر وردّ الجميل
الجمعة 12 يناير 2024

من القصص المؤسفة، التي تتحدث عن الفشل في التربية، حكاية شاب تزوج من فتاة من عائلة مقتدرة قياسًا بوضع عائلته، وتدرس بإحدى الجامعات الراقية، وتتحدث أكثر من لغة بإتقان.
هذا الشاب الجاحد، كان يتحرج من أخذها لزيارة والده المريض والمقعد في بيت العائلة؛ بسبب تواضع حال البيت، وبساطة أثاثه وأهله، على الرغم من أنه نشأ به، وبحال ليس أفضل من غيره من إخوته، قبل أن يصبح مصرفيًا براتب يتخطى الأربعة آلاف دينار، ليتغير معه الحال، والنفس الأمارة بالسوء. 
فكان وفي أقصى مدى من البر القبيح، يصطحب زوجته على استحياء إلى المجلس الخارجي للبيت، الذي هو أفضل المرافق ترتيبًا وتنظيمًا، لفترة طويلة من الزمن حتى وفاة والده المسكين، الذي لم ير زوجة ابنه الضال هذا إلا مرة واحدة فقط.
هنالك أيضًا قصة الطالبة، التي منعت والدتها من حضور يومها المفتوح بالمدرسة، بسبب جنسيتها الآسيوية، حيث كانت تتحرج من أمها، وتنظر لها نظرة نقص ودونية، وسط ألم بارد يعتصر قلب الأم المكلومة.
وما بين هذه الحكاية وتلك، عناوين عريضة تتحدث عن الفشل الذريع في التربية، وفي إفهام الأولاد أولويات الخلق، والدين، فصار التركيز من البعض على التعليم على حساب التربية، وهو ما أضاع البوصلة، وأوصل البعض لقعر الحضيض.
بعض أولياء الأمور، وأقولها أسفًا، يرون أن شهادات الأولاد، ومؤهلاتهم الدراسية هي أولوية الأولويات، ولكن ما قيمة الشهادة والمسمى “دكتور، بروفيسور، أستاذ محاضر” في ظل غياب الاحترام، وأدب الكلام؟
وما قيمة هذه الشهادات، حين ينكس الأب رأسه أمام الناس؛ بسبب تصرف محرج من ابنه، أو بسبب كلمة وقحة تصدر منه أمام الناس، رسالتها الصارخة لهم بأن أباه لم يحسن تربيته؟
غياب هذه الأمور، وعدم منحها الأولوية من الوالدين هي السبب الرئيس لما نسمعه اليوم، وكل يوم، من قصص مخجلة عن العقوق، وغياب الضمير، وموت الإنسانية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .