ما من كلمة وحّدت العالم بمختلف لغاته كما وحدته "Ok" الإنجليزية،ولم يختلف علماء هذه اللغة في تأصيل مفردة مختصرة كما اختلفوا في هذه الكلمة، حتى بدت يتيمة الدهر. ولعل أُمم العالم- غير الناطقة بالإنجليزية- موحّدةً أيضاً في فهمها بدرجة واحدة لهذه المفردة وتفضلها  في الغالب على أي مفردة مرادفة لها في لغاتها،بدليل أنها تتداول يومياً على ألسنة مئات الملايين من الناس في شتى ربوع المعمورة، لا بل قد تطغي استعمالاتها عند الفرد في حياته اليومية إلى ما يصل عشرات المرات،يستوي في ذلك المتعلمون والمثقفون والأُميون؛ وما ذلك إلا لسهولة نطقها ودقة معناها، سيما وأنها تتكون من حرفين فقط OK وتعني: "نعم" للموافقة على طلب ما  أو أمر ما، أو عند استحسانك أو إعجابك به: كقولك "حسناً" أو " طيّب". وهذه المفردة الإنجليزية المختصرة لكلمة أكبر منها غالباً ما نلجأ إليها عند الاستطراد أو الانتقال إلى موضوع آخر في أحاديثنا اليومية، سواءً جاء هذا الاستطراد من قِبل المتحدث أو من قِبل مستمعه، فالأول قد يلجأ إليها حرصاً منه على الإمساك بتركيز المستمع إلى حديثه، والأخير  يستعملها رغبةً منه في الاستزادة فيما يتحدث فيه مُحدّثه.لكن يا تُرى ما أصل هذه الكلمة؟ 
في الواقع أنه بسبب الاختلاف الطويل على أصلها اللغوي ومنشأها التاريخي راجت نظريات متعددة في تفسيرها، فعالم الألفاظ والاتيمولوحيا الأميركي آلن ووكر ريد ذهب إلى أنها اختصار لعبارة OLL Korrect، أي كل شيء على ما يُرام، والتي ظهرت في مقال لصحيفة The Boston Morning Post 
نُشر 1993 حيث يسخر فيه كاتبه- بشكل كوميدي-  على الكلمات ذات الأخطاء الإملائية أو المطبعية، في حين تذهب نظرية أُخرى إلى أن أصل كلمة OK إنما مشتقة من عبارة Open Key، وأصحاب هذه النظرية يرون أن اختصارها ب OK هو من لبنات أفكار الشعب الأميركي، فحينما كان فيه التلغراف وسيلة التواصل الشائعة في الولايات المتحدة، فكان الناس يقتصدون  في عدد حروف رسالة التلغراف لتقليل سعرها. لكن الأُستاذ اللغوي والإعلامي الموسوعي الفلسطيني عارف حجاوي بدا متشككاً في صحة تلكما النظريتين،كما سائر النظريات الأُخرى، مستشهداً بأن  آلن ووكر نفسه لم يقتنع بتلك التفسيرات، وقد قضى عشرين عاما وهو يبحث عن أصلها !
صديقنا حجاوي، الذي أتابع بانتظام برامجه اللغوية الممتعة، إذ يؤكد هو الآخر أن مفردة  OK دخلت في كل لغات العالم،نوّه أيضاً بأنها تُكتب بعدة صيغ: أوك، أوكيه، أوكي. وإذ فتح أحدهم القاموس اليوناني منقباً عن أصل الكلمة وأخذ يصيح طرباً: وجدتها..وجدتها، أنها تنحدر من عبارة "أوولا كالا"، بمعنى كل شيء جيد، فإن حجاوي سخر من اكتشافه قائلا: "وظن نفسه قد عثر على منجم ذهب".
وصفوة القول أنه على الرغم من وجود العديد من قواميس الإنجليزية التي تهتم بمثل هذه الأمور، ورغم أن تاريخ  اللغة الإنجليزية الحديثة لا يتعدى خمسة قرون ونيف، فإنه من الغرابة بمكان أن تظل أشهر كلمة مختصرة أهدتها اللغة الإنجليزية إلى العالم يتيمة الأُم من حيث أصلها!