العدد 5543
الإثنين 18 ديسمبر 2023
banner
العيون على “الوظيفة الحكومية”... لكن كيف؟
الإثنين 18 ديسمبر 2023

ربما نخطئ حينما نخمن بأن 100 بالمئة من الباحثين عن عمل من شبابنا من الجنسين، عيونهم على الوظيفة الحكومية... لتكن 200 بالمئة... أليس هذا صحيحًا؟
 لكن كيف؟ بصرف النظر عن قدرة القطاع الحكومي على استيعاب الباحثين عن عمل، وتحفيز كلا الطرفين: الخريجين والقطاع الخاص على رفع مؤشرات التوظيف، وجعل “البحريني أولًا”، إلا أن مغريات القطاع الحكومي لا يمكن أن تغيب عن أي بحريني وأمنياته الوردية الجميلة... حتى وإن كان لايزال في المرحلة الإعدادية... مثلًا، فالوظيفة الحكومية “ضمان وأمان”.
ثمة سؤال وهو: “في حال وجود 20 شاغراً في القطاع الحكومي، من هم أصحاب الحظ السعيد للظفر بها من بين، لنفترض، 500 متقدم لتلك الشواغر العشرين من الباحثين عن عمل من الأولاد والبنات؟”، وقد يكون عدد المتقدمين أعلى بكثير من ذلك ولكن... هذا من باب “ضرب المثل”.
هنا استدراك يأتي “معترضًا” الحديث:
* في القطاع الخاص: تكون الأولوية للمؤهلين وذوي الخبرة والمهارة بدرجة أعلى من “ذوي الواسطة”، وفرصة الترقي هناك أسرع بكثير من القطاع الحكومي كلما أثبت الموظف والموظفة براعتهما، وبالطبع، يختلف الوضع من مؤسسة إلى أخرى حسب أسلوبها في تطبيق القواعد بعدالة، أما في حال توظيف “نفر” بالواسطة، من باب الدلال وهذا “ولدنا”، وهو لا يمتلك أية قدرات أو مهارات، فقد يحالفه الحظ لبعض الوقت، لكنه إن بقي “تنبلًا” فلن يطول بقاؤه في الوظيفة... أما في القطاع الحكومي، فإنه يعيش عمرًا أطول حتى وإن لم يكن منتجًا.
* في القطاع الحكومي: التوظيف صعب... فما العمل؟ وكيف نضمن ترشيح أبناء البلد من الخريجين والخريجات المؤهلين للشواغر الحكومية اعتمادًا على كفاءتهم وجاهزيتهم لاستلام الوظيفة “باستحقاق”؟
ما أقترحه هنا، في حال وجود 10 شواغر في الحكومة تقدم لها مائة أو ألف أو أكثر من الشباب؟ فإن “الغلبة والظفر بالوظيفة” لابد أن تكون لمن تنافس في امتحان القبول... من يحقق أعلى الدرجات في تقييم المؤهل، المقابلة الشخصية، الامتحان ويثبت مهاراته بجدارة سيكون هو المستحق ولن يعترض “أحد” مع الاعتبار للتقييم الموضوعي والحيادي للمتقدمين... هذا الأسلوب سيضمن وصول الباحثين عن عمل من “ذوي الكفاءة والجدارة فعلًا” وسيبارك لهم الجميع... وبهذا نتخلص من العبارات التي نسمعها في بعض أماكن العمل من جانب بعض المراجعين كتلك التي تقول: “هذا موظف تنبل ويتفلسف وما يعرف كوعه من بوعه... شلون وظفوه”، أو من قبيل: “موظفة ما تستحق الوظيفة... تتكلم من خشمها وهي ما تفهم شيء”.. أو من قبيل: “تدرون شلون... “. 
والله ولي التوفيق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية