العدد 5524
الأربعاء 29 نوفمبر 2023
banner
يوميات مواطن دايخ: جلطني!
الأربعاء 29 نوفمبر 2023

من نافلة القول.. أو لنقل.. بادئا ذي بدء، أو دعنا من هاتيك وتلك وبعيدًا عن "التفلسف"، جلست بيني وبين نفسي أعدد أسماء أقربائي وأصدقائي ومعارفي وجيراني وزملائي والعديد من البشر، من غير المغضوب عليهم ولا الضالين، ممن دخلوا المستشفى ذات لحظة عاجلة لإصابتهم إما بجلطة دماغية أو جلطة قلبية، غير أولئك الذين ماتوا رحمهم الله جل وعلا، وخلاف أولئك الذين "جلطهم" رب العالمين بسبب ما اقترفته يداهم من جور وظلم وتجاوز على خلق الله.
في الحقيقة، وأقولها بضرس قاطع: "حينما أسمع عن شخص لعب في حقوق ومصائر ورزق الناس وفعل ما فعل من أفعال بسبب غطرسته وطغيانه وقسوة قلبه، وسقط مغشيًا عليه في مكان عمله أو في بيته أو حتى في الشارع بسبب جلطة قلبية أو دماغية، فإنني في الغالب، بصراحة أقول، أحاول ألا أشمت أو أدع شعورًا بالارتياح لموت ذلك الشخص أو حتى أهمس مع نفسي بكلمة "يستاهل اللي جاه"، لكنني بعض الأحيان وبخصوص "نفر من الناس تحديدًا" لا أتأخر من قول: "يا ويلك من عذاب الله"، ثم أتظاهر بأنني من أولياء الله الصالحين وأعقب تلك العبارة بعبارة: "نسأل الله أن يتجاوز عنه ويرحمه برحمته الواسعة"، ثم أبتسم وأنا أتذكر ذلك الإعلان الطريف القديم الذي لا أعرف حتى مصدره والذي تحدث عن صحيفة عربية اختتمت إعلان تعزية بعبارة: "تغمده الله بواسع رحمته".. إن وجد له مكان! لا أدري هل كانت تلك حقيقة أو طرافة عابرة، فمن يحدثنا بتلك القصة كان يقول: "وقع رئيس التحرير في أسفل الإعلان الذي جاء متأخرًا ومع ملاحظة لسكرتير التحرير: "إن وجد له مكان"، أي حسب الممكن مما تستوعبه الصفحات.
على أي حال، سأعود أدراجي لقائمة المعارف ممن أصابتهم جلطات.. وبعضهم، بلا ريب، من كرام الخلق طيبًا وسيرة ومعاملة مع الناس، وأصل إلى نتيجة منطقية هي "كتبة الله" والله الشافي المعافي، لكن أستعيد شريطًا من مواقف عديدة مع بعض الناس الذين يقولون في حال مواجهتهم موقفًا صعبًا أو ظرفًا حرجًا.. "جلطني"!. 
وعلى وجه العموم، فإن تلك الكلمة ترتبط بأمور تتعلق بالمعيشة وضيق ذات اليد والتزامات مالية هنا وضغوط عمل هنا، وهنا أقول، كم من الناس "انجلطوا أو سينجلطون" وفق تلك الأسباب؟ وأحدث نفسي مرة أخرى بالقول: "اسم الله عليهم جميعًا.. بعيد الشر عنكم".

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .