الأمطار الغزيرة التي هطلت على البحرين يوم الخميس الماضي لمدة ساعة واحدة فقط، عمقت وكشفت أشكال ومعاناة شوارعنا والمعضلة القائمة التي كرس لها المهندسون والخبراء والبلديون تجارب كتابية وحياتية، والبعض مستمر حتى اللحظة الراهنة في تجاربه ونظرياته وآرائه والفرضيات، إيذانا – حسب اعتقاده – بميلاد وضع مغاير في البنية التحتية يجنبنا مثل هذه الكارثة السنوية التي يتضرر منها المواطن والمقيم بشكل كبير.

القضية الأساسية بكل المنطلقات الكامنة هي أن عمل المجالس البلدية لا يرتفع إلى مستوى المشكلة، نشاهد عالما واسعا وغنيا من الكلام والتصريحات مثل “نحن مستعدون وبكامل الاحتياطات وسيكون التعامل مع الأمطار هذا العام بشكل مغاير”، ثم نكتشف أن المشكلة معقدة ومتعددة الأوجه وربما يكون الحل في قيعان البحار والمحيطات.

الصحافة طالعتنا في شهر أكتوبر الماضي بعناوين بحجم النجوم “بلدي.. إجراءات استباقية لموسم الأمطار”، “رئيس بلدي.. حصر شامل لجميع نقاط تجمع الأمطار”، وفي نهاية الطريق نلتقي في زوايا النسيان، وتكون التصريحات خيالية لا يمكن تحقيقها بالطول أو العرض، ولا نعدو الصواب إذا قلنا إن المواطن حفظ مثل هذه التصريحات والمونولوج السنوي من السادة أعضاء المجالس البلدية، ويستحيل أن تكون هناك لقطة فريدة تفجر تفاصيل صناعة مقصلة للمشكلة.

الاعتماد على الصهاريج لم يعد ينفع، فهي عملية بطيئة ومجرد حل مؤقت، ( تخيلوا  تم تخصيص صهريجين فقط لمدينة عيسى ومدينة زايد حسب كلام العضو البلدي عبدالله دراج ).

ولابد من معالجة المشكلة عبر أنظمة تصريف مياه الأمطار بصورة أكثر فعالية، والغريب في الأمر أن الشوارع الرئيسية في بعض المحافظات تضررت بفعل تجمع مياه الأمطار، فما بالنا بالشوارع والطرقات الداخلية التي كتب عليها التصفيق خلق ستائر المجهول، ومعانقة الحرمان.

حقيقة.. لا نرى بصيص ضياء وأمل في حل مشكلتنا مع تجمع مياه الأمطار، بل أصبحت هذه المشكلة مثل عجائب الدنيا السبع.. عفوا.. نحن الثامنة.

*كاتب بحريني