إن الأمم المتحدة لم تتوقف منذ إنشائها إلى الآن، عن العمل على كل ما يمنع نشوب حروب وصراعات مدمرة بين الدول، بل إنها أصدرت قرارات تنص على حظر استعمال كل أشكال الأسلحة الكيماوية والنووية، لذلك فإن الهيئة الأممية – كما يجب أن تكون في الواقع – تنظر إلى الحاضر والمستقبل بواقعية، لأنه لا يمكن أن تحقق أهدافها التي هي أهداف الإنسانية جمعاء، ولا أن تطبق قراراتها وتصونها إلا إذا عبرت الدول الكبرى عن إرادة سياسية صريحة من أجل نزع السلاح، وليس خافيا على أحد في أية بقعة من كرتنا الأرضية أن السلاح النووي والحروب تشكل إثباتا صارخا للقلق العالمي وأنه يتعين باستمرار الحد من انتشارها واستعمالها.

لكن الواقع والحقيقة التي أمامنا، هي أن الدول الكبرى تستمتع بما يمكن أن نسميه بالرفاه التدميري، وتستخدم سياسات ماكرة وأبشع وسيلة متفننة لإشعال فتيل الحروب والصراعات في كل مكان، وتخلق الأزمات والتناقضات، ونعود للقول إن قتامة الصورة كواقع قائم فرضته تراكمات الأمم المتحدة التي لم تستطع فعليا أن تبقي العالم آمنا وخاليا من الحروب، والسؤال الذي يشع في السماء.. متى ستتوقف حلقات السقوط والتراجع، والرضا والقبول بهيمنة الدول الكبرى التي باتت تشكل تهديدا جديا على أمن وسلامة العالم.

سباق تسلح قائم في هذا العالم، وشعوب تباد وتقتل ودعم مراحل ومخططات توسعية، والقوي يخنق الضعيف بدرجة لا تصدق ومع ذلك تغني الأمم المتحدة ومعها مجلس الأمن اللحن ذاته، وكأن هناك تسهيلات ممنوحة وتحيزا لمن يصنع الخطر ويشجع على تدمير الدول وتشريد شعوبها وتصفيتهم.

لقد سئمت البشرية الحروب والنزاعات، والجلوس فصلا طويلا في الجحيم، وصارت تعرف الآن تماما الصوت الرفيع المبحوح للأمم المتحدة، وأطراف الأصابع التي تحرك كل شيء.

* كاتب بحريني