العدد 5494
الإثنين 30 أكتوبر 2023
banner
أقسى الطعنات ما يصيب الظهر.. والغرب فعلها بنا
الإثنين 30 أكتوبر 2023

السؤال يبدو غريبا.. لماذا الموقف الأوروبي المتخاذل عما يدور في غزة اليوم، وما الشعارات المرفوعة التي ترسم معالم أرضية المستقبل؟
إن الإجابة على هذا السؤال تظل سهلة وبسيطة، لأن أقسى الطعنات ما يصيب الظهر، ونحن كعرب مازلنا في حيرة وقلق من السياسات المتشددة والمكشوفة والخفية من الغرب، لكننا لو عدنا إلى التاريخ حسب التحليل الذي قدمه المؤرخون العرب وهم الصفوة المختارة والمختصون في فضح الغرب، لاكتشفنا أن الغرب ينظر إلينا على أننا نغمة نشاز في معزوفة متناغمة، وبعبارة واحدة.. لا يمكن السماح للعرب بأن تتجه قوتهم في اتجاه واحد، ولابد من إيقاف المد حتى ينحلون رويدا رويدا ثم يزولون.


لكن الغريب أننا لا نربط هذه الحقائق البسيطة بأوضاعنا وبما آلت إليه ظروفنا، فمجلس الأمن والأمم المتحدة.. وهم أشبه بـ “الوحوش الجميلة” منغمسون في فلسفة لا أحد يفهمها، رموز صغيرة وكتل ضخمة وتغير من حال إلى حال وأطوار غريبة بين الحين والحين، وجمعيات حقوق الإنسان المنتشرة كالبراغيث في أوروبا لا يهمها من يذبح ويشرد من أرضه، ودائما يتألق فيها صوت الدمار وتزغرد في قلوبها المآسي إذا كان الملف يحمله العربي والمسلم. الأطفال في غزة يذبحون كالشاة، سكين تقطعهم كالتفاحة، والقصف فوق رؤوس الأبرياء لا يتوقف، وتلك الجمعيات تدخل في طريق الصمت وتتوارى بعيدا عن العيون الراصدة وتعود مجنونة وتستعيد صحتها إذا تعلق الأمر بالضفة الثانية ووفق مشيئة الأسياد في أوروبا.


امتد سواد الغرب وجمعياته المزيفة باقترافهم جريمة الصمت واعترافهم مع سبق الإصرار، ولم يكلفوا أنفسهم حفر ثقب صغير.. صغير جدا في الباب الموصد ليشاهدوا الجرائم البشعة التي ترتكب بحق أهل غزة، وأن يتأملوا وجه الموت الذي لا يخطئ أبدا.


* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية