العدد 5435
الجمعة 01 سبتمبر 2023
banner
يوميات مواطن دايخ... تنديل
الجمعة 01 سبتمبر 2023

منذ ما قبل جائحة كورونا كوفيد 19، بل يسرني القول أبعد من ذلك، ما قبل "سنة الطبعة"، كنت قد قررت ألا أشارك لا في محاضرات ولا ندوات ولا حلقات نقاشية ولا حتى حضور مجالس يتداول فيها "أهل الفريج" قضاياهم، وأساس ذلك القرار طغيان مجموعة من البشر ممن ينتمون إلى فصيلة "أبو شلاخ البرمائي"، وغيرهم أيضًا من قبيل جماعة "ما عرفتوني عدل".

المهم، احترقت أعصابي بشكل مفاجئ عندما كنت أسير عائدًا إلى منزلي، حيث في الطريق رأيت ابني وقد تعطلت سيارته ووقف رافعًا غطاء محرك السيارة "البانيت" تحت "شبة الشمس"، توقفت وجاء ليقبل رأسي وأنا أقول: "ها بابا عسى ما شر.. ما الذي حل بسيارتك الدايخة؟"، فقال: "بابا.. البطارية، هي البطارية، نامت من جديد"! كيف ذلك، فقد اشتريتها قبل أسبوع من متجر صديقي! على أية حال، دعنا نذهب إلى المنزل يا ولدي و"نعين من الله خير".. وبعد هنيهة.. جميلة "هنيهة" بالنسبة لي، اتصلت بصاحبي بلا سلام: "شلون تبيعني بتري كجرة.. هذا وأنا صديقك بعد وتقول عليه ضمان سنة ونص"؟ فتظاهر بالصدمة والأسف ووعد باستبداله وهذا ما حصل في مساء ذلك اليوم.

قبل أن أغادر متجره قال لي: "تعال يا الدايخ.. ما رأيك في أن نوسع صدرنا قليلًا هذه الليلة إن لم يكن لديك مانع ونذهب إلى مجلس "فلان"، الليلة عندهم محاضرة.. دعنا نتثقف!"، كسرت قراري الذي اتخذته من سنة الطبعة ورافقته ووصلنا إلى المجلس والمحاضرة في منتصفها تقريبًا والمحاضر يقول: "التنديل.. هو مراقب حضور العمال.. أصلها باللغة الإنجليزية ATTENDANC، ثم أصبح أهل الخليج ينطقونها تنديل"، من من الحضور كان "تنديلًا"؟ أنا ونصف الموجودين رفعوا أيديهم حتى انفرجت أسارير المحاضر بابتسامة وقال: "ما شاء الله تبارك الله.. أنتم طاقة، أنتم ثروة.. أنتم وأنتم". قام أحد الحضور وقال: "طاقة وثروة وبطيخ.. ماذا تقول يا أستاذ؟ أنا تنديل متقاعد نعم، أهدرت 50 عامًا من عمري بشقاء وتقاعدت مقهورًا، فلم ينفع "الكرف"، لا تقدير ولا تقاعد عدل ولا هم يحزنون"، ووسط استغراب المحاضر الذي "بحلق عيونه" قال آخر "صح كلام أخوي.. لابد من تقدير جهودنا كـ "تناديل" وليس كـ "تنابل"، ما تقاعدت إلا وأنا "مفقوع المرارة"، أما أنا، فقد وقفت لأغادر المكان، فظن المحاضر أنني وقفت لكي يراني وأنني أرغب في سؤال أو مداخلة فأشار إلي وقال "تفضل".. فقلت له: "مشكور يا الطيب.. أنا بعد تنديل.. في أمان الله يا الربع".

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .