العدد 5432
الثلاثاء 29 أغسطس 2023
banner
اللوم يقع على أصحاب الخبرة في المسارح
الثلاثاء 29 أغسطس 2023

لن نقسو على الممثل البحريني الشاب والهاوي، لكن الملاحظة والمكاشفة تبقى ضرورية، وعلى الكبار توجيه الصغار والأخذ بيدهم، فشخصيا لاحظت أن هناك تقصيرا كبيرا في إعداد الممثل المسرحي الشاب، رغم الورش العديدة التي تقيمها المسارح الأهلية بمختلف المسميات، فنسبة الاستفادة من هذه الورش غير مرضية إطلاقا.
اكتشفنا أن أهم ما يعيب الممثل البحريني الشاب هو الثقل الواضح في الحركة والأداء، وتلك طبيعة ربما فرضتها عوامل عدة. إن الديناميكية والسرعة في الحركة والإشارة والتنقل تكسب المسرحية حيوية تساعد على تنامي البناء وشد المتفرج إلى المسرح أكثر، أما الثقل فيؤثر كثيرا على إيقاع المسرحية ويخلق الترهل ويطفئ جذوة العمل ويهدم البناء الدراماتيكي، والثقل في الإلقاء يؤدي إلى ملل المتفرج ونفاد صبره، ولعل الثقل في الإلقاء يعود إلى المط الزائد والوقفات الكثيرة والطويلة وعدم الاهتمام بدرجة سرعة الإلقاء التي تتناسب طرديا مع تدفق المشاعر. إن التباطؤ في الحركة والإلقاء يضجر المتفرج؛ لأنه يريد أن يسمع ويعرف ما يحدث أمامه بأقصر الأوقات.
كما أن هناك نقطة غاية في الأهمية غائبة عن الكثير من الفنانين الشباب، وهي قضية الاقتصاد.. بمعنى أن الاقتصاد في التعبير والإشارة والحركة أهم متطلبات التمثيل الجيد، لأن الإكثار فيها والتبذير يؤدي إلى تشويه الشخصية وضياع المهمة من الحدث أو الفعل، ما يربك المتفرج، والملاحظ أن أكثر ممثلينا الشباب يكثرون من الحركة والإشارة ويبالغون في التعبير، فالممثل الجيد يعرف كيف يقتصد ويختار الوقت المناسب لتصريف الحركة ويسير على قاعدة الأهم فالمهم.
ملاحظاتي تلك بنيتها من خلال حضوري ومشاهدتي عددا من الأعمال المسرحية التي قدمتها فرقنا المسرحية الأهلية خلال الأشهر الماضية وشارك بها مجموعة من الشباب، واللوم الأكبر يقع على أصحاب الخبرة في مسارحنا الذين يفترض بهم أن يقوموا بدورهم الحقيقي والفعال في عملية النصح والإرشاد.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية