الذي ينبغي التأكيد عليه بمزيد من الوضوح النظري والعملي، هو أن قضية امتلاك الآسيويين السيارات الخردة التي تجوب شوارعنا، تشكل سببا كبيرا وربما رئيسيا في الازدحامات المرورية التي أصبحت لا تطاق، وأذكر أنني ذهبت قبل أشهر إلى إدارة تعليم السياقة لتجديد رخصة ابنتي، وذهلت من الأعداد الهائلة من العمالة الآسيوية التي تجلس في القاعة، منهم من ينتظر فحص النظر، ومنهم من يريد تجديد رخصته، ومنهم من يستلم الرخصة حديثا، وعندما سألت الموظف وكأن عيناي لا تريان شيئا.. هل كل هؤلاء “مقدمين على ليسن”؟ أجاب.. “نعم”!
بدأ الميزان الجوي عندي يهبط والعاصفة تقترب، وأحسست أن رأسي يدور وبحاجة إلى الاستلقاء، فالمنظر كان غير عادي ويمكن تشبيه هؤلاء بمخزن من الزحمة يستحيل فيه الشطب والواقع المرعب، وباللقطة السريعة الموحية نقول.. لماذا يتم السماح لهذه الأعداد الكبيرة من العمالة الآسيوية بالحصول على رخصة السياقة بكل هذه السهولة، ونحن لدينا أصلا مشكلة الازدحامات المرورية بمختلف أحجامها وأنواعها. 
كل الشواهد تشير إلى أن سيارات توصيل الطلبات، والتي يستخدمونها أيضا كتاكسي خاص بدون رقيب أو حسيب، تنتشر مثل الجراد في شوارعنا وباتت المصدر الرئيس في الاختناقات المرورية، فكل ما على الواحد منهم هو توفير مبلغ زهيد لا يتعدى 300 دينار لشراء سيارة أو شبه سيارة إن صح التعبير تفتقد إلى أبسط مقومات السلامة، ومن ثم يقوم بدوره المطلوب وإتقان العمل البارز عنده.
الطموح كبير والصعوبات كبيرة، ونعرف نحن في الصحافة أن هناك دعوات وجدلا حول منع الأجانب من الحصول على رخصة سياقة، وملفات قديمة متجددة، لكن الشيء المؤكد والمشكلة التي نسمع ارتطامها بالأرض، أننا أمام حلقات دخان متصاعدة تنمو وتتشعب وتتكاثر في كل مكان.
* كاتب بحريني