العدد 5428
الجمعة 25 أغسطس 2023
banner
هل يستحق أحمد شوقي لقب أمير الشعراء
الجمعة 25 أغسطس 2023

مشكلتنا في العالم العربي “ميدان الثقافة والأدب”، التسابق على كلمة الريادة والألقاب، فعلى ما أذكر تم إصدار كتاب بعنوان “سيناريو المسرح العربي في مئة عام”، واجه مؤلفه نقدا وهجوما لأنه ذكر أن تاريخ المسرح العربي الحديث في المئة عام الماضية لم يكن إلا لبنانيا.. مسرح اللبنانيين في مختلف الأقطار العربية، ولم يكتف المؤلف بـ “لبننة” المسرح العربي عند البدايات، لكن سعى لتأكيد ذلك في مراحل التطور والنمو، وهو هنا يستمر في عملية الانتقاء من التاريخ المسرحي العربي، ففي التمثيل لا يوجد إلا جورج أبيض، ودولت أبيض، وفي الإخراج عزيز عيد، وفي التأليف فرح أنطون، حتى أن أحدهم كتب أن محاولة المؤلف “لبننة” المسرح العربي تدعو إلى الابتسام، فهي لا تزيد عن كونها مفاخرة في غير محلها تعبر عن رؤية إقليمية ضيقة الأفق تفتقد إلى الأمانة والدقة في التعامل مع التاريخ، فما يفخر به اللبنانيون إنما هو مفخرة للعرب جميعا، وكل ما هو حضاري إنساني عربي مفخرة للبنانيين، وذكروه بقراءة كتاب الدكتور علي الراعي “المسرح في الوطن العربي” وكتاب الدكتور حسن المنيعي “أبحاث في المسرح المغربي”.
وخلال حضوري الدورة العاشرة لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية “دورة شوقي ولامارتين” في باريس 2006، احتج أحد الأدباء العرب على لقب “أمير الشعراء”، موضحا أن هذا اللقب منحه الشعراء العرب عام 1927 لأحمد شوقي، وفي ذلك الوقت لم نكن موجودين، بمعنى.. نحن لم نمنحه اللقب ومن غير المنطقي أن يتحدث شعراء عاشوا قبلنا بلساننا، لماذا هو بالذات.. وفي تلك اللحظة شعر الجميع بعنف وحرارة الأنات العميقة، وشخصيا كنت مؤيدا لوجهة نظره لأنه استند على حقيقة وتبريرات كافية تساعد على إيضاح وتحديد طابع النواقص والمنجزات، فهناك حتما شعراء معاصرون يحتلون مكانا مهما في سلم المعرفة في الوقت الحاضر، ولا يقلون شأنا عن شوقي، وهذا يعني بعبارة أشمل أنهم قد يستحقون اللقب أكثر منه.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .