يقال إن المشاكل الخطيرة في الحياة لا تحل بصورة نهائية، وإذا بدت لنا أنها كذلك، كان المعنى أننا أضفنا شيئا. إن معنى المشكلة وتصميمها لا يكمن في حلها، إنما في العمل الدائب على حلها، ومشكلتنا مع “سكن العزاب” في مدينة عيسى تحرز كل يوم مزيدا من الانتصارات، وأصبحت من الأمور البديهية مشاهدة الآسيويين العزاب ومعهم على الخط بعض أفراد الجنسيات الأفريقية الذين يتجولون في الشوارع والطرقات بملابس غريبة وتصرفات صبيانية.
ذات ليلة، وكانت الساعة تشير إلى الثانية صباحا، كنت غارقا في القراءة بمكتبي، وإذ بصوت قوي هز أركان “الفريج”، قفزت من مكتبي مثل النمر إلى الشرفة لأشاهد ما حصل، فدرت وفتشت في كل صوب قبل أن أنطلق مرة ثانية إلى “البلكونة”، وكانت “البلوة” تحدق بي من بعيد.. آسيوي على ما يبدو كان مخمورا اصطدم بباص وسيارة بجانبه، وكان الباص متوقفا أمام منزل يغص بالعزاب، والرجل المتسبب بالحادث ترك السيارة وهرب كما أخبرني جاري الذي سمع الصوت أيضا، ثم عاد مع صاحبه بعد دقائق وركبا السيارة ولا نعلم ماذا حصل بعد ذلك.
هذه قصة واحدة من بين الكثير من القصص التي تشبه كبسولة إطلاق النار في مختلف أحياء مدينة عيسى، والأدهى من ذلك أن بعض العزاب يؤجرون غرفا في منازلهم لعزاب آخرين، ولا نغلوا إن قلنا إن هذه البيوت تحولت إلى أوكار تتفجر فيها ينابيع المخالفات والممارسات غير الأخلاقية، كما أن عين هؤلاء العزاب مثل عين الذئب الملتهبة.
هناك تحركات رسمية حيال هذه المشكلة المزمنة، على الأقل استنادا إلى التسمية “تحركات”، لكن لغاية اليوم الهدف لم يتحقق، والحل بطيء عسير لا يتلاءم حقا مع تذمر وشكاوى الناس.
* كاتب بحريني