لا شك أن النص المسرحي الركيزة الأولى في العمل المسرحي، والمنطلق الذي تتحرك من خلاله المجموعة المسرحية لكي تقدم في النهاية عرضها المسرحي أمام الجمهور، فإذا لم يتوفر النص المسرحي الجيد، فمعنى هذا أن الأساس المسرحي لن يكون موجودا بالقيمة المطلوبة، وبهذا يكون البناء المسرحي كله معرضا للانهيار.
خلال السنوات الأخيرة لوحظ أن بعض الشباب المهتم بالتأليف المسرحي ونحمد الله أن عددهم قليل، بدأوا يلجأون دون وعي وخبرة إلى النصوص المسرحية العالمية لتقديمها في المهرجانات المسرحية، أو حتى في الموسم العادي. كتاب يفتقدون الملامح الخاصة عبر تقديم مسرحيات ساذجة ومنفرة كما فعلها أحدهم قبل عدة أسابيع، والغريب أنه وجد من يدعمه ويدفعه إلى الأمام، وخصص له ما يكفيه ليبدأ بداية سيئة، وهذا خطأ جسيم يضر الحراك المسرحي المحلي، على اعتبار أن النص العالمي حين تضعه في قالب محلي بالاقتباس أو التعريب يفقد كثيرا من قيمته الفنية، ويجب أن لا نلجأ إلى النصوص العالمية إلا لتقديمها للمهتمين بالمسرح والأدب المسرحي كنماذج لما وصل إليه المسرح العالمي، وأن لا نعتمد كثيرا على الترجمة، لأن الأجواء في البلدين - بلد كاتب النص، وبلد عرض النص المترجم - تختلف، والترجمة تختلف.
لذلك نتمنى من مسارحنا الأهلية عدم فتح الباب لكتاب ليسوا بالمستوى المطلوب، لا يفقهون شيئا في بناء الشخصيات أو الحركة المسرحية ضمن النص ولا طبيعة الاقتباس من المسرحيات العالمية. كتّاب يكتبون على مقاعد المقاهي وأكثرهم ليست عنده أية فكرة عن حقيقة المسرح، ويؤثر تأثيرا فظيعا جدا على مستوى المسرح.

كاتب بحريني