عندما ثار شعب السودان على نظام الجنرال البشير، قام الجيش السوداني بتنحية البشير وأعلن انتصار الثورة مثمنا دور قوات الدعم السريع وبذلك كان للمكون العسكري بشقيه الجيش والدعم السريع الكلمة الفصل في السودان.
وعلى الخط ظهرت طبقة سياسية من حدثاء ومراهقي السياسة - باستثناء حزب الأمة القومي - نصبت نفسها وادعت وغرست في عقول السودانيين أنها هي من قامت وقادت ونفذت الثورة وأسقطت البشير، وكل كيان من هذه الطبقة السياسية كان يهدف إلى أكل أكبر قضمة من كعكة السودان عند الوصول للحكم، لهذا فإن هذه الطبقة قاتلت من أجل إقناع السودانيين بأن المكون العسكري امتداد لدكتاتورية الجنرال البشير، وسوقوا أسطوانة الحكم المدني في عقول السودانيين، وهي كلمة حق يراد بها باطل، فهم يريدون الحكم المدني وإزاحة المكون العسكري، حتى تسهل عليهم مساومة السودان وخيراته للقوى الخارجية، كما فعل أقرانهم من مراهقي السياسة والعملاء أيام مؤامرة الربيع العربي والغزو الأميركي للعراق، وما العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا إلا مثال واضح على بيع الأوطان، ورأينا كيف أن هذه الطبقة السياسية كانت تتقاتل وتتصارع فيما بينها وشهدت انقسامات وإلغاءات للمكونات الأخرى. ناهيك عن شرق السودان الذي أعلن عصيانه بسبب استفراد هذه الطبقة السياسية من المراهقين بالمشهد السوداني.
أما المكون العسكري فكان متحدا يراقب الوضع ويعرف نية هذه الطبقة السياسية بإلغاء دور المكون العسكري حتى تكون عملية استغلال السودان مرنة وقانونية تحت ستار الديمقراطية والانتخابات التي ستتدخل فيها القوى الخارجية لضمان وصول عملائها.

* كاتب سعودي