نظمت هيئة البحرين للثقافة والآثار النسخة التاسعة والعشرون لمهرجان التراث السنوي في سوق البراحة بمنطقة ديار المحرق، والذي أقيم تحت عنوان “العادات الرمضانية”، وذلك احتفاءً بالعادات الرمضانية البحرينية ذات التراث العريق والمتميز، وبما تحويه الذاكرة البحرينية من العادات التي تضفي جوًا رمضانيًا تتميز به البحرين، كالقرقاعون، المسحر، الألعاب الشعبية التي تنظم في شهر رضمان، مدفع الإفطار والسفرة البحرينية الرمضانية المُتميزة بمأكولاتها الشعبية اللذيذة.
تضمن أنشطة هذا المهرجان عددًا من الفعاليات الترفيهية والثقافية والفنية البحرينية، من فنون شعبية وألعاب تقليدية وحكايات شعبية “حزاوي”، بجانب تجارب لتذوق الكثير من الأطعمة البحرينية التي تعد خصيصًا في هذا الشهر المبارك، وإقامة هذا المهرجان تهدف إلى استحضار العادات الرمضانية التي مازال أكثرها حضورًا في مُدن وقرى ومناطق محافظات البحرين، والتي يتمسك بها البحرينيون ويتوارثونها أبًا عن جد بدون أن تتأثر هذه العادات بمناخ التغييرات العصرية وتقنياتها. وتتجدد فعاليات مهرجان التراث السنوي سنويًا بأنشطة وفعاليات تستقصي آراء الحضور وذوقهم منذُ انطلاقته الأولى في العام 1992م، وهو حدث وطني سنوي يُسلط الضوء على عناصر التراث البحريني وأهميته من أجل إبراز قيمة التراث والتوعية بأهميته وبضرورة الحفاظ عليه وصونه كذاكرة تاريخية مُستدامة للحاضر والمستقبل.
تستقطب أنشطة وفعاليات هذا المهرجان جموعا كثيرة من المواطنين والمقيمين وزوار البحرين الذين يحرصون على الحضور ومشاهدة برامج مهرجان التراث المتنوعة والشيقة، ويُمثل هذا الاستقطاب ــ خصوصا في ليالي شهر رمضان المبارك الجميلة ــ مدى التجاوب الشعبي والجماهيري، حيث تعج بهم ساحات المهرجان حضورًا طوال ساعاته وأيام تواجده.
تكمن أهمية التراث في المحافظة عليه كجزء لا يتجزأ من تاريخ البحريني الثقافي والإنساني، وبمساهمته في التنمية الوطنية الاقتصادية والاجتماعية، وكرمز للهوية الخاصة بالشعوب، وصورة مُعبرة عن المعرفة والقدرات التي توصلت إليها البلدان، وبأن التراث مرتبط بالأماكن الثقافية التي لا يمكن التخلي عنها، وهو الجسر الذي يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، وبه تتميز المجتمعات لتصبح أكثر سموًا ورفعة، كما أن التراث يَزيد من التماسك الاجتماعي بين أفراد المجتمع ويُعزز المعرفة وانتقالها بين الشعوب.
*كاتب وتربوي بحريني