بالفيديو: الرجل الذي حطمت رئيسة وزراء بريطانيا رقمه القياسي باستقالتها
مكسب واحد حققته رئيسة وزراء بريطانيا، ليز تراس، طوال حكمها الذي استمر 44 يوما، وانتهى أمس الخميس باستقالتها، فيما لو كان مكسبا بالفعل، هو انتزاعها لقب "أقصر ولاية لرئيس وزراء بتاريخ بريطانيا" من آخر حكم قبلها 119 يوماً، انتهت بوفاته، ثم احتفظ باللقب 195 عاما، إلى أن خسره أمس، وهو George Canning الذي تولى المنصب في 12 أبريل 1827 وقضى نحبه في 8 أغسطس ضحية بعمر 57 لالتهاب رئوي شديد.
في سيرة جورج كانينغ الذي كان وزيرا للخارجية مرتين قبل رئاسته للوزارة، ملفتات للنظر كثيرة، منها وفقا لما طالعت "العربية.نت" بسيرته المتوافرة أونلاين، أن والدته Mary Ann Costello الراحلة قبل شهر من فوزه بالرئاسة، كانت عقبة كبيرة في حياته السياسية، أنجبت 3 أبناء، لم يبق على قيد الحياة منهم إلا هو، لأن شقيقته البكر "ليتيتيا" توفيت بالسل وهي طفلة، كأخيه "توماس" صغير العائلة، وبعدها ترملت الأم في 1771 بوفاة أبيه.
ولأن حالتها المادية كانت من الأسوأ لتعيل ابنها الوحيد، فقد اضطرت والدته للعمل كممثلة مسرحية "وهي مهنة كانت معيبة لعائلات ذلك الزمن" لذلك لاحقه عار مهنتها طوال حياته، خصوصا بعد أن عاشت أمه من دون زواج مع أحدهم أنجبت منه 5 أبناء، لذلك تكفل به عمه ورباه.
وبعد أن انفصلت الأم عن شريكها، تزوجت في 1783 ثانية، وأنجبت 5 أبناء آخرين، فضاق بها ابنها الأكبر ذرعا وابتعد عنها، إلى درجة أنه لم يلتق بها طوال 8 سنوات سبقت وفاتها في 10 مارس 1827 بعمر 79 تقريبا.
أما حاله العائلية، فلم تكن على صعيد المصائب أفضل من حال والديه مع ابنيهما الأول والثالث، فقد تزوج من ابنة جنرال بالجيش، أنجبت منه 4 أبناء، مات أكبرهم بالسل، وبالكاد كان عمره 19 عاما، تلاه الثاني غريقا بعمر 26 في بحر جزيرة Madeira التابعة في الأطلسي للبرتغال.
اسمه في كل مكان
جورج كانينغ، كان موصوفا دائما بحاد الذكاء، وواعدا كسياسي بريطاني كبير، وقد يستغرب كل من يطالع سيرته، أن شهرته وصلت إلى معظم المعمورة في زمن كان التواصل وانتشار الشهرة فيه صعبا، فقد أطلقوا اسمه على قرية في مقاطعة Nova Scotia الكندية. كما أطلقوا Cannington على قرية ثانية بمقاطعة أونتاريو، واسم Canning River على نهر بولاية "أستراليا الغربية" وأطلقوا اسمه على واد فيها أيضا، وعلى شارع في ملبورن، عاصمة ولاية فكتوريا الأسترالية.
ونجد اسم جورج كانينغ أيضا على ساحة في أثينا، لدعمه "حرب الاستقلال اليونانية" حين كان رئيسا للوزراء، أو "يونان عصياني" كما كان العثمانيون يسمونها. ونجد ساحة ومسرحا باسمه في بوينوس آيرس، عاصمة الأرجنتين. كما نجد شارعا في عاصمة الأوروغواي، مونتيفيديو، يحمل اسمه، وشارعا آخر في حي Ipanema الراقي في ريو دي جنيرو، إضافة إلى شارعين باسمه في سنتياغو، عاصمة التشيلي، لأنه أكثر من عزز علاقات بريطانيا بدول أميركا اللاتينية، حيث قهر المسافات وما في بدايات القرن التاسع عشر من صعوبات.
أما في بريطانيا، فهو المنافس الأكبر بالتسميات لرئيس الوزراء الراحل ونستون تشرشل، حيث له تمثال عند مقر البرلمان في لندن، وساحات وشوارع باسمه في مدن المملكة المتحدة ومناطقها، بل ومدارس وأحياء سكنية وحانات ومنعطفات وأزقة، وناد شهير للرجال باسم Canning Club في وسط لندن، وغيره مما يصعب تعداده، وهو أكبر دليل أن الحكم ليس بما مضى عليه من مدة زمنية، بل بالمنجزات، فالعمر لم يمتد بكانينغ أكثر من 57 عاما، ولا حكمه طال أكثر من 119 يوما.