التقيت مساء يوم أمس أحد الأصدقاء، وكان مهتماً جداً بالحراك الانتخابي، وما يشوبه من مفاجآت وأحداث ساخنة، منها ترشح أسماء غير متوقعة باللحظات الأخيرة، والتصريحات “الفلتة” لبعض المرشحين بقصد الإثارة ولفت الانتباه.
وبسياق الحديث، قلت له بوضوح إن واقع المرحلة المعيشي والاقتصادي الخانق، يتطلب التوقف فوراً عن المجاملات، ولربما “التطبيل والدفدفه” على الأخطاء، والنظر بشكل واقعي للمشهد من كل الاتجاهات، والتعاون مطلوب لكي تخرج البحرين مما هي فيه، لواقع أفضل وأجمل بإذن الله.
قلت أيضاً إن المشهد الانتخابي جزء لا يتجزأ من هذا الواقع، عبر النظر إلى طبيعة المرشحين، وأهدافهم، وتاريخهم الخدمي، ودورهم في المجتمع، وإمكانياتهم، ومستوى تعليمهم، ولغة خطابهم، وأن لا ضير من السؤال عنهم، فالأمر يرتبط بمستقبل شعب، ووطن، وحال الناس ككل.
المسؤولية الوطنية تجاه البحرين، هي مسؤولية تشاركية يتحملها الجميع بلا استثناء، تبدأ من البيت وتصل حتى موقع العمل، ومنها إلى العلاقات الشخصية والفردية والمصلحية، وبنظرة واقعية لما يحدث.
أشرت كذلك للدور الكبير الذي تتحمله الصحافة المحلية على كاهلها، وعلى كاهل كتابها، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعترضها وتخنقها، وأيضاً لقادة المنصات الرقمية والمؤثرين وصناع المحتوى الإلكتروني، تجاه المواطن، وتجاه الإشارة لهمومه وأولوياته، واحتياجاته، كأولوية طرح ونقاش دائمين.
ولأهمية استمرار ذلك، وعدم غيابه عن المشهد اليومي، وبأن بعض حالات الفشل كما هو الحال لنواب “التبصم بنعم” والذين خرجوا عن الإرادة الشعبية بمحض إرادتهم لأسباب لا تهمنا، بقدر معرفة أنهم نسوا الهدف الذي أوصلهم الناس لأجله للبرلمان.