+A
A-

مسلسل Dilhi crime رشاقة تكتيكية ومهارة في السيطرة على المشاهد

تكمن قوة المسلسل الهندي القصير "جرائم دلهي" في موسمه الأول والثاني عبر منصة نتفليكس، هي الإثارة التي يحس بها المتفرج عندما يكشف الفكر الكامن خلف المظهر، والتكنيك العالي الذي استخدمه المخرج والكاتب " ريتشي ميهتا" بدقة وبطء وبعنف وكذلك اكتشاف الجمهور بالتدرج في كل شخصية من شخصيات المسلسل نوعا من العيوب والصفات.

المسلسل في عمومه يتحدث عن الجرائم المروعة التي شهدتها مدينة دلهي، وبعضها مستوحاه من أحداث حقيقية، الجزء الأول تناول جريمة اغتصاب جماعي، والجزء الثاني تناول جرائم عصابة مرعبة تخصصت في قتل كبار السن بوحشيه من أجل السرقة، وتترأس مفوضية الشرطة " فارتيكا شاتورفيدي" وهي الفنانة شيفالي شاه، فريق التحقيقات، ويشغل زوجها " كومار فيجاي" منصبا رفيعا في الداخلية، وهو الدور الذي قام به الفنان عادل حسين.

القصة تتمحور عند شخصية "فارتيكا شاتورفيدي" بتحركها نحو الأحداث، وحتى الأشخاص الاخرين الذين يساهمون في تلك الأحداث كمساعدها الضابط "باهبوندرا"، وقام بهذا الدور راجيش تلنج، يتضاءلون في البناء الفني للقصة ويؤدون مهمتهم بقدر ما يكونون عوامل مساعدة لدعم موقف "فارتيكا شاتورفيدي" وجعله بارزا ضمن الحدث المعاش، وهذا الأسلوب القصصي يؤدي مهمته بإتقان في القاء الضوء على كثير من الأحداث التي نشاهدها في أفلام ومسلسلات الجريمة، وتمكن الكاتب من إعطاء صورة بانورامية موسعة عن حياة كل شخصية في المسلسل بأسلوب فني متماسك.

شاهدت الموسمين من المسلسل، وكل منهما تختلط فيه الرشاقة التكتيكية، وروعة المعالجة للمادة المكتوبة، وأرسيا قواعد جادة بكل قوة ومهارة إلى درجة السيطرة على المشاهد لحظة بلحظة حتى يكاد يفقد قدرته على التنفس قرب النهاية مع اكتشاف هوية المجرمين، وهنا لابد لنا من أن نذكر مجهود الفنانة شيفالي شاه في نجاح المسلسل بموهبتها وقدرتها الفائقة على إبهار المتفرج وأيضا زوايا التصوير العجيبة للمخرج والبناء المتكامل.

يجدر بالذكر أن المسلسل حصل على جائزة إيمي الدولية لأفضل مسلسل درمي.