+A
A-

غطاء كاميرا الهاتف في الأعراس... حرية أم مشكلة!

مع تطور التكنولوجيا في العصر الحالي يتسابق العديد من أفراد المجتمع لتوثيق اللحظات السعيدة في المناسبات الخاصة ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن البعض قد يفسد هذه الليلة بسبب نشر صور تسبب في التعدي على خصوصية الآخرين مما يستدعي لجوء العديد من أصحاب الشأن من منع المدعوين في التصوير باستخدام الهواتف من خلال التعاقد مع شركات أمن نسائية توفر لهم غطاءً خاصًّا لتغطية الكاميرا الأمامية والخلفية للهاتف مع إمكانية استخدام الهاتف بشكل طبيعي حفاظًا على الخصوصية لتجنب أي مشكلة قد تحدث.


 تفاصيل
تؤكد عرفات آل خلف وهي مصورة أعراس أن إحدى الأسباب التي تجعل بعض أصحاب الشأن يلجؤون لاستخدام غطاء كاميرا الهاتف هي تغير عقلية المدعوين، فسابقًا كانوا يحترمون خصوصية المناسبة وقليل ما يقومون بالتصوير أما الآن ومع قلة الثقة زادت طلبات الأهالي بتوفير هذا الغطاء في المناسبات، ليس للمجتمع البحريني فحسب فحتى الأجانب، وتضيف أن البعض لديه هوس كبير بتصوير أدق التفاصيل والتي قد لا يرغب أصحاب الشأن في نشرها ووضعها على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لدرجة أنها تستطيع رؤية الحفل كاملاً بعد خروجها من القاعة على الهاتف كما لو كنت موجودًا حقًّا، وقد تقع المشاكل بعدم رضا البعض بوضع الغطاء على هاتفه نظرًا لعدم إخبار أصحاب الشأن للمدعوين سابقًا.


ضد التصوير
وتتفق نورة سيف على فكرة استخدام غطاء كاميرا الهاتف في المناسبات الخاصة لما له من تأمين لخصوصيات المدعوين، ولا سيما أن بعض أصحاب الشأن يحرصون على وضع أمن نسائي عند مدخل القاعة، والذي يحرص على تفتيش الشنطة النسائية وتسليم الهواتف لهن قبل دخول القاعة، لهذا فإن هذا الغطاء لن يشكل فارقًا لما سبق.


 وقالت: ”أنا لست ضد التصوير في المناسبات؛ ولكني أرفض التعدي على خصوصيات الآخرين بالتقاط الصور دون استئذان فمن الواجب مراعاة خصوصية الأشخاص من حولنا وقد رأيت سابقًا من تقوم بالتقاط صور السلفي دون الأخذ بعين الاعتبار الأشخاص الذين يظهرون من حولها“.


حرية شخصية
تشير صابرين طاهر إلى أن التصوير بالمناسبات الخاصة يعتبر حرية شخصية للمدعوين ولكن مع مراعاة الاستئذان من أصحاب الشأن أو بقية المدعوين عند التقاط الصور ومراعاة عدم نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي لما لها في هذه المناسبة من خصوصية، فالأفضل أن تتواجد الثقة بين المدعوين عند التصوير؛ لأن فكرة استخدام الغطاء قد تقيّد حرية المدعوين مما قد يلجأ البعض إلى محاولات تمزيق الغطاء واستخراج الهاتف ليتمكن من التصوير. 


تخليد الذكريات
اعترفت حميدة صباح عن حبها لتخليد ذكريات المناسبات بتصوير التفاصيل الدقيقة مثل مدخل القاعة والتوزيعات كذلك الصور الشخصية والصور العائلية ولكن بحدود المعقول ومع مراعاة عدم إظهار المدعوين المحيطين حولها، وتؤكد أن استخدام كاميرا الهاتف في التصوير ترجع للمستخدم نفسه، فحتى في الأماكن العامة يجب على الناس مراعاة عدم تصوير الآخرين، فما بالنا بالأعراس والتي تعتبر من المناسبات الخاصة فلا يجب لأحد أن يتعدى الحدود ويقوم بالتصوير والنشر دون استئذان.


وتقول: ”أصبح المدعوون لا يبالون من يظهر في التصوير سواء كانوا يعلمون أن أحد المدعوين مثلاً لا ترتدي الحجاب أو أنها لا تمانع من نشر صورها على حسابتها الخاصة، وهي في المناسبات الخاصة فهذا مبرر غير كافٍ من عدم ممانعتها في أن أقوم بنشر صورها على منصات التواصل الاجتماعي، فربما يعرضها ذلك لعدة مشكلات وقد رأيت أمامي إحدى صديقات العائلة التي تقوم بتصوير المدعوين ونشرها في حسابتها على عموم الناس“.


ترند
تؤكد زهراء الزين أنها عرفت حديثًا عن وجود غطاء كاميرا الهاتف الذي يعد حلًّا مجديًّا لحماية خصوصية العروس في الحفل، خصوصًا في ضوء انتشار برامج التواصل الاجتماعي، وتلهف العديد من الأشخاص وبالأخص الأطفال والمراهقين لتخطي العادات والتقاليد والحدود الدينية بها؛ بغية الوصول إلى “الترند” وجمع المتابعين في مختلف المنصات بغض النظر عن ماهية الفيديوهات والصور دون استئذان أو تكليف المنظمين مما يؤدي إلى العديد من المشاكل لاحقًا. أستديو مخصص عبرت زينب جليل عن هوس بعض المدعوين بتصوير أدق تفاصيل المناسبات الخاصة حتى البوفيه والطعام الذي يقدم، وقد يكون الأمر مزعجًا لبعض أصحاب الشأن وانتهاكًا للخصوصية، وخصوصًا إذا لم يكن المدعوون من أقارب الدرجة الأولى، لذلك فهي لا تمانع من تسليم الهاتف للأمن النسائي في القاعة لفترة قصيرة من الوقت في الأعراس وقت زفة العروسة إذا كان الأمر يرضي أصحاب الشأن ويحدّ من التعدي على خصوصيتهم، وأشارت إلى أن بعض العائلات قد تسمح للمدعوين بالتصوير بعد انتهاء الزفة، وعوضًا عن التصوير باستخدام الهاتف، يتم توفير أستديو مصغر داخل القاعة مخصص للتصوير للمدعوين.