انقضت أيام شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والبركة والمغفرة والتسامح والتقارب، شهر له مكانة عظيمة لدى المسلمين في كل مكان، ليحل علينا عيد الفطر السعيد الذي يحمل معه نسمات السعادة والصلة والخير وأسمى معاني الفرح، وهي المناسبة العظيمة التي يستعد لها الجميع بالمودة والحب والاشتياق، لما تحمله هذه الأيام من مظاهر جميلة ومختلفة ترسم الفرح والابتسامة على الجميع كباراً وصغاراً.
فالعيد يحمل معه مساحة كبيرة من البهجة والانبساط والسرور، ويحمل معه أعظم معاني الحب والود التي تظهر ملامحها المعبرة بالسعادة على وجوه الناس جميعاً، خصوصاً أن هذه المناسبة تأتي تتويجاً بعد انقضاء فريضة الصوم، لنتواصل في هذه المناسبة السعيدة بصلة الأرحام والتضامن والانسجام والتعبير عن المحبة، وترسيخ مظاهر التلاؤم والتلاقي والتعبير عن أجمل معاني السعادة والود.
ويمكننا القول إن العيد فرصة حقيقية يجب علينا أن نستثمرها بصفاء النفوس والتسامح مع الآخرين بكل حب وإخلاص، لنجعل مجتمعنا مجتمعا متحابا متماسكا كالجسد الواحد كما وصفه الرسول عليه السلام، وأن نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا في هذه المناسبة السعيدة التي ورثناها من آبائنا وأجدادنا. وللعيد عادات جميلة يقوم بها الناس للاحتفال بهذه المناسبة، حيث الخروج من الحياة الروتينية اليومية والظهور بالملابس الجديدة، والعمل على تعزيز عادة القيام بالزيارات العائلية والأقارب وزيارة الأصدقاء والجيران، والتواصل مع الجميع لتبادل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة السعيدة.
والعيد محطة للإنسان يشكر فيها الله سبحانه وتعالى على دوام النعم التي منحنا إياها رب العزة، نعمة الصحة والعافية والحياة الجميلة والسعادة وغيرها الكثير من النعم، فنحمده ونشكره في كل وقت لتطمئن قلوبنا بذكر الله عز وجل.
وللجميع أقول “عيدكم مبارك وتقبل الله صيامكم وقيامكم وطاعتكم، وكل عام وأنتم بخير”.