العدد 4928
الثلاثاء 12 أبريل 2022
banner
ثقافة السلام في الشرق الأوسط (2)
الثلاثاء 12 أبريل 2022

تتمسك الإمارات بقيمها ومبادئها حين تضع الحوار والسلام والتعايش في قلب أي تحرك دبلوماسي لها، ومن يتابع تحركات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الآونة الأخيرة، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، يدرك تماما أن الإمارات تبذل أقصى الجهود من أجل إرساء السلام ونزع فتيل التوترات والصراعات، ومن يلاحظ التحركات الإماراتية باتجاه جميع العواصم الإقليمية والدولية في الفترة الأخيرة، يمكن أن يستنتج بسهولة عمق قناعة الدبلوماسية الإماراتية بالمبادئ التي تضمنتها وثيقة مبادئ الخمسين التي تحدد المسار الاستراتيجي للدولة في المجالات كافة، حيث تتحرك الإمارات عبر كل خطوط التقاطع، وتحاول بناء التوازنات إقليميًا ودولياً.


“خلق جيل مختلف” هدف تسعى إليه الإمارات، وقد وضعت لذلك الأسس منذ سنوات طويلة، فقد تحول النموذج التنموي الإماراتي إلى حد مصادر الإلهام للدول العربية والإسلامية، وأصبحت الإمارات قبلة للشباب العربي للعيش والإقامة فيها، وتلك مسألة مهمة للغاية لأن بناء “القدوة” يمثل التزاماً إماراتياً لتوسيع قاعدة الإيمان بالتعايش بين ملايين الشباب في منطقتنا، وعلى من يشكك في نوايا الإمارات وجديتها في السعي لبناء السلام والتعايش الإقليمي أن يتذكر أن توجه الإمارات نحو الجارة اللدود إيران قد تلازم مع تحركها باتجاه إسرائيل، لتبعث رسالة طمأنة قوية بأنها لا تستهدف أحدا.


ومن يجادل في منطقية الأسف الإماراتي على ضياع السنوات والعقود منذ توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عليه أن يتذكر أن تلك الفترة الزمنية الكبيرة لم تشهد تسوية للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي بل شهدت جولات وجولات من الصراعات والعنف، ما يعني أن الرهان على الزمن والاكتفاء بترديد الشعارات والمزايدة على قضية عربية عادلة ليس حلاً لهذه القضية العادلة، ولا يقود أيا من الطرفين نحو بر الأمان، وبالتالي غاب الحوار وتحولت هذه الثقافة إلى الغائب الأكبر في منطقتنا التي لا تعرف الكثير عن هذه الثقافة، سواء بسبب تفشي فكر التطرف والإرهاب، أو بسبب تحول القضية العربية المركزية الأهم، القضية الفلسطينية إلى مادة للصراعات الداخلية وكسب السلطة والنفوذ بغض النظر عن مصالح الشعب الفلسطيني ومتطلبات التعامل مع مطالبه بنزاهة وجدية. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية