العدد 4827
السبت 01 يناير 2022
banner
منال الشيخ
منال الشيخ
وداعاً ومرحباً في آن
السبت 01 يناير 2022

هذه هي الحياة، تمضي الأيام فيها بسرعة البرق، والوقت كالسيف وغالباً ما يقطعنا قبل أن نقطعه، فتتوالى السنون ونحن نكبر بالعمر أيضاً وننضج أكثر، وهذا أمر  طبيعي ومحسوم، ولا يد لنا فيه.
إلا أنها تعلمنا كل يوم درسا جديدا ليضاف إلى رصيدنا، مع أن أغلبنا يؤمن أن مهما بلغ مقدار المعرفة لديه سيظل واحداً من “تلاميذ” مدرسة الحياة التي تعطي من الدروس الكثير، وعطاؤها لا ينضب. 
قبل ساعات انطوى العام 2021 وحل محله عام آخر جديد، وهو 2022، واستقبلناه خير استقبال وبنفس راضية ومتفائلة، دعونا المولى عز وجل أن يكون عام خير وبركة على الجميع.
وداعاً ومرحباً في آن، جملة أحببت أن أعنون مقالي بها، مستقصدة في مضمونها بأن علينا جميعاً توديع العام الماضي “فعلياً”، بحيث لا ننقل إلى عامنا الحالي “كلَّ” أو “جزءا بسيطا “مما مررنا به و أزعجنا في سبيل ألا يكون عامنا نسخة مشابهة أو مطابقة له، بل علينا قول “مرحباً” رغماً عن أي شيء وحتى عن مستجدات الوضع الصحي في العالم بأسره لسبب واحد لاغير وليقيني التام بأنه يغني عن ذكر آلاف الأسباب، وهو: أن لنا ربًّا كريما وبيده الخير، ودائماً لا يأتي إلا بكل ما هو خير، وهو لنا معين. 
حقيقةً في “حافة” ديسمبر أو غالباً في الأول من يناير من كل عام، فإن أغلب الناس يستذكرون أبرز ما حصل في العام المنصرم عموماً، أما على وجه الخصوص، فنراهم يحرصون كل الحرص على الوقوف عند أبرز الأحداث التي لها علاقة بهم بحلوها ومرها وبما في ذلك: الصعاب، الفرص، التحديات، الإنجازات، الإخفاقات، لحظات الفرح والسعادة، الحزن، الألم والشدة وحتى الأشخاص، فلهم نصيب من هذا الوقوف، حيث إنهم يستذكرون الذين التقوا بهم عن صدفة أو في موعد مرتب أو حتى من جمعتهم الحياة بهم لمجرد صلة القرابة، وتركوا أثراً طيباً في نفوسهم أو جرحاً من الصعب أن يلتئم وإن مرت الأيام، فما أكثر من “يطري” اسمهم على بالنا ونبتسم لطيب قلبهم وذكراهم، وفي المقابل ما أكثر من يُذكر اسمهم بيننا  ونحزن سواء على جمال اللحظات التي لن تعود بسبب رحيلهم عن هذه الدنيا الفانية مع إيماننا التام بأن هذا قضاء الله وقدره أو لما تسببوا فيه بحق أنفسنا سواء من باب غيرة أو كراهية أو حقد دفين، وهذا هو الأكثر شيوعاً بيننا مع الأسف الشديد. 
فلو طلبنا من جموع الناس وصف العام 2021 (بكلمة) ستكون الإجابات مختلفة كبقية الاختلافات؛ كوننا بشرا، ومنها ألواننا وميولنا، وهذا غير أن البعض منهم سيستصعب ذلك من البداية ولكن، وبكل بساطة وبالنسبة لي أقول: إنه كان عاماً مختلفاً؛ جراء ما واجهت من تحديات وما خضت من تجارب وما تعلمت، ومن باب الإنجاز، فلعل أبرز ما أنجزت في الساحة الإعلامية بالتشارك مع زميلي المهندس علي تلفت، تنفيذ برنامجين برعاية رسمية كريمة مباشرة من سلاسل عالمية لها ثقلها، وهي هيلتون جاردن إن، ودبلومات راديسون بلو ريزيدينس آند سبا إلى جانب نخبة من الرعاة المحليين الذين لهم مني خالص الشكر والتقدير.
فاليوم ولكوننا في أول العام الجديد ومن خلال أسطر هذا المقال وقبل الختام أدعو الجميع باستهلال العام بأجندة جديدة وبفكر نظيف غير مشوش في سبيل رسم الخارطة الصحيحة المحملة بالأهداف المدروسة؛ ليتسنى تحقيقها - بمشيئة الله - ولا مستحيل لأي شيء طالما القلب ينبض، والإرادة موجودة، والثقة في النفس مزروعة.
فمرحبا بعامنا الجديد، وهنيئا لنا قدومه، وكل عام ونحن بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية