العدد 4820
السبت 25 ديسمبر 2021
banner
منال الشيخ
منال الشيخ
حقًّا إنها “استثنائية”
السبت 25 ديسمبر 2021

تعمدت - حقيقةً - بوصف ليلة الأحد الماضي بـ “استثنائية”؛ لأنه على الرغم من حادثة الطفل إلا وأن البحرين ضربت أروع الأمثلة من خلال مواطنيها والمقيمين كذلك على أراضيها في هذه الليلة التي غادر فيها “الطفل عبدالله” منزله من وقت الظهيرة ولم يعد، فمجرد ما أبلغ والد الطفل المعنيين بوزارة الداخلية وانتشر خبر فقدان الطفل على منصات التواصل الاجتماعي، شهدت البحرين وكل من فيها حالة “استثنائية” بدليل أن أهل الرفاع تعاونوا في البحث عنه، وأهل المحرق وإلى وقت متاخر بالليل وأقرب إلى الفجر استمروا في البحث عنه، وهذا غير النساء اللاتي خرجن في وقت متأخر من الليل في سبيل الحصول عليه.
في هذه الليلة ودع المواطن والشاب وكبير السن والمقيم نوم الليل، وسعى جاهداً في البحث عنه إلى جانب منتسبي وزارة الداخلية.
عبدالله، شعرنا جميعاً بأنه ابننا وأننا مسؤولون عنه، وأقل ما يمكننا فعله البحث عنه ونشر خبر فقدانه على أوسع نطاق، وإن لم نتمكن من ذلك نتضرع إلى المولى عز وجل أن يرده سالماً غانماً، وأن تقر عين والديه وأعيننا فرحاً بسلامته.
تمشطت البحرين بمعنى الكلمة ليلتها؛ بدليل الانتشار الواسع الذي تم في أرجائها، فشاهدنا عبر منصات التواصل الاجتماعي أن الفريق الذي خرج في سبيل إيجاده وصل إلى الحدائق، العمارات، الأحياء السكنية، البرادات، المساحات الفارغة وحتى أسطح المنازل!
كل هذه التحركات تدل على أن البحرين بلد الأمن والأمان، صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة بأفعال أبنائها، فبفضل من المولى عز وجل والجهود المضنية التي بُذلت من قبل المعنيين وأهل البحرين وبوقفتهم المشرفة وغير المستغربة تم إيجاد الطفل بأتم صحة وعافية بعد نفس طويل من عمليات البحث والتحري.
شعور الخوف والقلق والحزن على غيابه الذي لازمنا لأكثر من 10 ساعات ودعناه بلا أي مبالغة في لحظة، أي بمجرد  ماعرفنا بأنه بخير وفي أحضان والديه وكأن ماءً بارداً سُكب علينا ولم يقف المشهد هنا، بل إن الفرحة غمرتنا وغمرت البحرين لدرجة أن منصات التواصل الاجتماعي وقتها ضجت بصور الطفل وعبارات الشكر للمولى، ولكل من سعى في إيجاده وهذا غير المسيرات التي بدأت من لحظة إيجاد الطفل، أي في وقت أقرب إلى الفجر وعبارات الشكر التي تناقلها المواطن والمقيم من خلال هذه المنصات إضافة إلى البثات الإنستغرامية المباشرة التي شهدت متابعة فعلية بدليل الأرقام التي رأيتها “بأم عيني” قبل وبعد الوصول إلى الطفل.
حقاً إنها ليلة استثنائية “بحتة”؛ نظراً لما حصل والشعور الذي لازمنا فيها، و لكن ألف الحمد لله على سلامة الطفل أولاً، وشكراً من القلب للمساعي الطيبة التي بُذلت من قبل المعنيين والمشاركين في البحث عن الطفل حتى الوصول له ثانياً. أما ثالثاً فأحمد الله سبحانه وتعالى أننا في البحرين متكاتفون، متلاحمون، نحب بعضا ونخاف على بعض رغم اختلاف أطيافنا وألواننا؛ بدليل أن ما مس عبدالله وأُسرته مس أهل البحرين قاطبة، فالحمدلله على هذا الشعور، وعلى نعمة البحرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .