تستحضرني مقولة للكاتبة فريدة النقاش عن كلمة الأدب وهي “بحثت عن هذه الكلمة في دائرة المعارف بعد أن شاعت المباهاة بسوء الأدب في حياتنا، وأصبح انعدام الخلق كأنه فضيلة، والخروج على كل تحضر كأنه اجتهاد إضافي، كما اتسعت الهوة بين الأقوال والأفعال، وأصبح بعض المحسوبين على التقدم دعاة سافرين باسم هذا التقدم، لكن ما ليس كذلك، واستخدموا تاريخهم ومساهماتهم السابقة أداة لعملية تضليل واسعة للناس”.

التصريحات الكاذبة التي أدلى بها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي تجاه الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتمجيده عصابة الحوثي الإرهابية، لا تعتبر سقطة بقدر ما هي انحطاط أخلاقي وروحي، بل وعاهة أخلاقية كشفت الوجه الحقيقي لهذا الإعلامي الذي استخدم حنجرته على مدى سنوات طويلة وبكثير من الجهد في التضليل والمشاعر الزائفة لأهل الخليج، ويأتي اليوم ومن على منبر رسمي حكومي ليسيء عن قصد لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن، ويتباهى بمواقف فكرية وسياسية ذيلية ومتخاذلة، في صورة تؤكد تبعيته الكاملة لجماعة الحوثي الإرهابية ومن يدور في فلكها.

الأمير عبدالرحمن بن مساعد صفقت له الأمة حينما رد عليه في تغريدة وهي “صرحت بأنك لم تقصد الإساءة للسعودية والإمارات. 1 هل تظننا حمقى، 2 هل أنت أحمق، 3 هل تصدق أنك وزير، 4 هل تعتقد أنك ذكي، بإمكانك الاستعانة بجمهور الضاحية أو الاتصال بصديق من التيار الحر.. بانتظار جوابك النهائي”. وأنا أضيف على كلام الأمير، لقد نهض مهندسو وفلاسفة دعم الإرهاب على دول الخليج إلى اختلاق الذرائع والمبررات، وموقفهم الوقح ومحاولة تزييف صفحات التاريخ لن تؤثر فينا أبدا، فقد انكشفت أمام الرأي العام حقيقة المؤامرة بكل أبعادها.

يا قرداحي.. أرض السعودية والإمارات زاخرة بالمواقف البطولية، والتضحيات الجسام، وليست من عادتنا نحن الرقص فوق الأرصفة كما تفعلون في الضاحية.