+A
A-

جلسة آفاق الفرص الاستثمارية بقطاع الفضاء تؤكد على الشراكة البحرينية الإماراتية بمجال الفضاء

وزيرة التكنولوجيا المتقدمة الإماراتية: نعمل مع البحرين في مجال التطوير المستمر لقطاع الفضاء
الهاشمي: المجال واسع  للاستثمار في الأقمار الصناعية والحلول المبتكرة وبيعها

عقدت اليوم جلسة افتراضية حول آفاق الفرص الاستثمارية المتاحة للمستثمرين في قطاع الفضاء وسبل التعاون البحريني الإماراتي ضمن حملة "مشاريع الخمسين" نظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة تحدثت فيها معالي السيدة سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، والسيد علي الهاشمي، الرئيس التنفيذي لشركة الياه للاتصالات الفضائية (الياه سات) والدكتور محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في مملكة البحرين.

وأكدت وزيرة دولة الإمارات للتكنولوجيا المتقدمة تميز العلاقة التي تجمع مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الفضاء وأيضا في المجالات المختلفة، وأشادت بتوجه طلاب مملكة البحرين للدراسة في جامعات الإمارات، ودعت إلى استقطاب أصحاب الشغف من الشباب بشكل دائم.

وأضافت الوزيرة الأميري قائلة: " نعمل مع مملكة البحرين في مجال التطوير المستمر لقطاع الفضاء، إذ نفخر بوجود ثلاثة آلاف و100 شخص يعملون في هذا القطاع، كما نفخر بأن دولة الإمارات تعتبر واحدة من بين الخمسة اللاعبين الكبار في عالم استكشاف الفضاء، وتتميز بتطور تقنياتها وبقصص النجاح المختلفة في مجال صناعات تكنولوجيا الفضاء، كما تجدر الإشارة إلى الاستثمار  بشكل كبير في مجال استخدم الأقمار الصناعية، إذ نتطلع لوجود قطاع قوي جاذب للاستثمار في المجالات ذات الصلة، إذ نريد للإمارات أن تكون وجهة لتحويل الأفكار المستقبلية إلى واقع على الأرض، وإعادة تجديد الاستثمارات في قطاع الفضاء، وإيجاد مشاريع تنموية في الدولة لخدمة القطاع في المنطقة للوصول إلى أعقد التقنيات والعلوم ، وأن تكون في متناول كل من دولة الإمارات ومملكة البحرين والمنطقة بشكل عام".

وقالت الوزيرة الأميري: "تطلق دولة الإمارات مشروع "مهمة فضائية" المتمثل بإطلاق مركبة فضائية لاكتشاف كوكب الزهرة، وحزام الكويكبات داخل مجموعتنا الشمسية بين المريخ والمشتري، إذ تعتبر المهمة الفضائية غير مسبوقة وتقطع مسافة تقدر ب 3.6 مليون كيلو متر وتهبط على آخر كويكب في مهمتها التي ستستغرق خمس سنوات، ونتطلع لترسيخ الإمارات كوجهة في تصنيع العقول المعنية بعلوم الفضاء، فما وصلنا إليه  اليوم هو نتيجة الغرس الذي بدأ قبل 24 عاما ".

ومن جانبه أكد الدكتور محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في مملكة البحرين عمل الهيئة على التأسيس لبناء وتصنيع الأقمار الصناعية في  مملكة البحرين وقال أنه سيتم الإعلان عنه في الوقت المناسب من الجهة المعنية العليا بالتزامن مع الاحتفالات بأعياد المملكة الوطنية  فضلا عن تشجيع الجهات ذات العلاقة ودعوتهم ليكونوا شركاء في تحقيق مسيرة التنمية الشاملة تنفيذا لرؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه في رسم ملامح المستقبل على كافة الأصعدة لاسيما أن الفضاء يعد واحدا من أهم الأولويات المستقبلية.

وأوضح د. العسيري أهمية الشراكة بين مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، في ظل الرؤية المشتركة في تطوير علوم الفضاء وتنمية مشاريعها.. مؤكدا اهتمام الهيئة بالاستثمار في العنصر البشري منذ عام 2018، ونجاحهم في توطين الكوادر وتشكيل فريق البحرين للفضاء إلى جانب النجاح في التعاون مع مجموعة من الدول في هذا المجال الهام والواعد، منها دولة الإمارات والهند وروسيا وأمريكا وغيرها، وقال: " نعمل على توطين هذه المعارف وتطوير البنية التحتية المتعلقة بإنشاء المحطات الأرضية أو المختبرات اللازمة، وتوفير أجهزة الاستشعار عن بعد، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة".

 وعن جهود دولة الإمارات في إطلاق المشاريع التي تتحدى المستحيل ، قال الدكتور العسيري: "أستطيع الجزم ان تأثير هذه المشاريع الفضائية الجديدة سيكون أضعاف ما شهدناها من نجاح في المشاريع السابقة، فنحن لا نزال نعيش فخر مسبار الأمل، ونجاحه، ونتابع تحقيقه أهدافه في الكوكب الأحمر، ومساهمته في المسيرة العلمية للبشرية فإن كان مسبار الأمل قد بعث الأمل لدى الشباب العربي وحفز صناع القرار في الدول العربية على إيلاء مزيد من الاهتمام بقطاع الفضاء فإن المشاريع الفضائية الجديدة ستلهم الشباب العربي وتثير شغفه وتضاعف اهتمامه بمجالات علوم المستقبل ومنها علوم الفضاء".

وأضاف د .العسيري: " ستضاعف علوم الفضاء معدلات الابتكار كما ستتسارع وتيرة العمل في الدول الخليجية والعربية لتأسيس قطاعاتها في مجال الفضاء وزيادة استثماراتها فيه، وسيصاحب كل ذلك حتما إحداث تطويرات شاملة في التعليم والصناعة وإعادة توجيه كافة أنواع الاستثمارات سواء كانت في العنصر البشري أو في التجارة والصناعة".

وفيما يتعلق بأبرز محطات التعاون البحريني الإماراتي في مجال الفضاء قال د. العسيري: " يعتبر التعاون بين البلدين الشقيقين نموذجا يحتذى به على كافة الأصعدة، وفي مجال الفضاء انطلق التعاون عبر تبادل المعلومات والخبرات في مجالات علوم الفضاء، والاستفادة من الخبرات الإماراتية في إعداد مسودة القانون الوطني للفضاء ومن مؤسسات التعليم العالي الإماراتية لبناء القدرات الوطنية البحرينية في عدة مجالات ذات صلة بتصميم وبناء وتشغيل وإدارة الأقمار الصناعية والمحطات الأرضية، والمشاركة في تأسيس المجموعة العربية للتعاون الفضائي بمشاركة 14 دولة عربية ، وتوج هذا التعاون ببناء قمر صناعي مشترك سيتم الإعلان عن موعد إطلاقه قبل نهاية العام الجاري.. ولن نتوقف عند هذا الحد.. فهناك عدة مشاريع تعاون فضائية جاري التحضير لها حاليا وبعضها يشارك فيه عدة دول عربية شقيقة".

وتحدث د العسيري عن جهود المملكة في تحفيز استثمار وريادة الأعمال في قطاع الفضاء قائلا: "حرصت مملكة البحرين بوصفها دولة القوانين والتشريعات على العمل ومنذ البداية على وضع قانون وطني للفضاء ينظم كافة الجوانب بما في ذلك الاستثمار في  هذا القطاع، ثم كان للهيئة تعاون وثيق مع صندوق العمل "تمكين" وهو المعني بتنمية القطاع الخاص وتشجيع ريادة الأعمال على المستوى الوطني، كما تم التعاون مع غرفة تجارة وصناعة البحرين "بيت التجار"، والجهتين يمثلان جناحي كيان مؤسسات المال والأعمال والاستثمار في المملكة بما يشمله ذلك من مؤسسات كبيرة ومتوسطة وصغيرة، وقد استفدنا من هذا التعاون للتواصل مع أرباب الأعمال والمستثمرين عبر تعريفهم بقطاع الفضاء وأهميته وتقديم قصص نجاح المستثمرين في هذا القطاع لهم، وجمعهم برواد أعمال قطاع الفضاء وأخيرا وضعهم على اتصال مباشر بمستثمرين وأصحاب أفكار استثمارية من مختلف دول العالم".

إلى ذلك أشاد الرئيس التنفيذي بشركة الياه للاتصالات الفضائية (الياه سات) علي الهاشمي  بتطور مشاريع دولة الإمارات الجديدة في مجال الفضاء وتطوير قطاع الفضاء ابتكاريا واستثماريا، مشيرا إلى أن شراكة الياه سات بوصفها أحد المزودين الرئيسين لخدمات الاتصال في مملكة البحرين، صقلت الكوادر وساهمت في إيجاد الخدمات اللوجستية، والنقل المستدام وإيجاد حلول تكنولوجية جديدة.

وقال الهاشمي: " نعمل على ترسيخ البنية التحتية لتمكين التقنيات السريعة والمتحركة وإيجاد حلول ابتكارية تسهم في تطور القطاع وخصوصا في مجال إنترنت الأشياء وحلول الانترنت السريعة وحلول النقل المستدام وتمكين الفرص الفضائية السريعة وتوصيلها وإيجاد الحلول الابتكارية، فالياه سات تحمل خمسة أقمار صناعية في خمس قارات، وتغطي مليار شخص في خدمات الانترنت السريع كما وتغطي 4 مليارات شخص في خدمات الاتصالات المتحركة، وهذه الخدمات جعلتنا واحدة من شركتين تمتلك العمل في النطاق الضيق والعريض".

ختم الهاشمي حديثه قائلا: " نتجه حاليا للانتقال للعمل على الأقمار القريبة من الأرض الأمر الذي سيولد مساحة أكبر للعمل والاستثمار، كما أن الأقمار الصناعية سيقل سعرها قريبا، وثم مجال أوسع للاستثمار فيها والوصول إلى حلول مبتكرة وبيعها، كما تهتم الشركة بإنترنت الأشياء وفي تقديم الخدمات اللوجستية، وتصنيع الأقمار الصناعية، ودعم الاقتصاد السيادي في علوم الفضاء".