+A
A-

البحرين تحتضن مؤتمر الثورات الاقتصادية العالمية بمشاركة 300 باحث من 40 دولة

رئيس الجامعة الأهلية: أصبح الاقتصاد والتكنولوجيا وجهين لعملة واحدة

أكد البروفيسور عبدالله الحواج الرئيس المؤسس رئيس مجلس أمناء الجامعة الأهلية على بذل مملكة البحرين جهودا كبيرة لمواكبة الثورات الصناعية وولوج مجالات الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، منوها بالجهود التي اضطلعت بها قيادة المملكة في هذا الاتجاه، وهو ما ساعد على نجاح المملكة في التصدي لجائحة كوفيد 19 والمحافظة على مساحة واسعة من النشاط الاقتصادي في أحلك ظروف الجائحة.

ودعا البروفيسور الحواج إلى المزيد من الاهتمام العلمي والبحثي بالثورات الصناعية ومجالات الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي لما تحمله من أبلغ الأثر في بناء حياة أفضل للجميع ومواكبة التقدم التكنولوجي والاقتصادي، مشددًا على أهمية الذكاء الاصطناعي للتمويل المستدام والتكنولوجيا المستدامة حيث يتسارع الاقتصاد الرقمي بشكل ملحوظ معززا بالظروف الاستثنائية في العالم التي فرضتها الجائحة.

جاء ذلك خلال في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الدولي حول الثورات الاقتصادية العالمية: عصر الاقتصاد الرقمي" الذي نظمته الجامعة الأهلية اليوم الاربعاء الموافق 15 سبتمبر/أيلول 2021 بمشاركة باحثين ومتخصصين من 40 دولة ونحو 120 جامعة ومؤسسة بحثية، حيث بلغ مجموع المشاركين نحو 300 مشارك، ازدحمت بهم ورش وفعاليات المؤتمر الذي قدم منصة مناقشة لاستكشاف مواضيع متنوعة ضمن المسارات الخمسة التالية: الذكاء الاصطناعي والتمويل المستدام، الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المستدامة، الاستدامة ورقمنة الحوكمة، البيانات الضخمة والأمن ونظام الـ"Blockchain"، والرقمنة.

ومن جهته أشاد البروفيسور منصور العالي رئيس الجامعة الأهلية بنجاح  المؤتمر في جذب العديد من المشاركين من علماء وخبراء اقتصاديين وأكاديميين وباحثين لتبادل المعلومات حول مختلف القضايا التي تتعلق بالاقتصاد والتكنولوجيا كونهما يشكلان "وجهين لعملة واحدة"، وشدد على ضرورة نقل هذه الخبرات والمعلومات والتجارب إلى الأجيال اللاحقة، موجها بالغ الشكر لجميع العلماء والمفكرين والباحثين على مشاركتهم في فعاليات المؤتمر وإثرائه بأوراقهم العلمية الرصينة، كما وجه شكره للجنة العليا لتنظيم المؤتمر بقيادة الدكتور عبدالمطلب السرطاوي رئيس قسم المحاسبة والاقتصاد بالجامعة الأهلية على جهودهم الكبيرة في تنظيم المؤتمر.

وتضمنت فعاليات المؤتمر 4 جلسات استعرض فيها الباحثون أوراقهم العلمية التي تناولت عملية التحول الشامل للنظم الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية التي تهدف إلى زيادة الاستدامة البيئية والمساواة الاجتماعية، إذ إن الذكاء الاصطناعي لعب دورًا مهمًا في تغيير شكل التكنولوجيا والأعمال من حيث الإنتاجية العالمية والتنوع وتكافؤ الفرص على المستويين البيئي والاجتماعي وعلى المديين القصير والطويل، وبالتالي انعكس إيجابًا على تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

وتحدثت البروفيسورة جينيس كارول سيبيور من جامعة فيلانوفا -  الولايات المتحدة الأمريكية، عن الذكاء الاصطناعي، حيث شددت على ضرورة الانحياز للذكاء الاصطناعي في عمليات التطوير والاستخدام التكنولوجي، إلى جانب كيفية إدارة أو التخفيف من التحيز، بالإضافة إلى استعراضها العديد من الدراسات ذات الصلة، والتي تهدف إلى زيادة النمو في تطبيقات الذكاء الاصناعي، وبسبب استمرارية وجود حالات جديدة من أتمتة المهام الروتينية وإضافة خوارزميات التعلم الآلي إلى المجالات الجديدة زاد عدد الشركات التي تطبق الذكاء الاصطناعي في السنوات الأربع الماضية بمقدار 260 في المائة، وأظهر استطلاع لشركات عالمية أن 30% منهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن يصل الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي إلى ما يقارب 98 مليار دولار في عام 2030 أي أكثر من ضعف إنفاق العام 2019 البالغ 37.5 مليار دولار.

وشارك السيد كليف ويب مدير الرؤى المهنية الأول – المملكة المتحدة بعرض تقديمي تناول موضوع قيادة التحول الرقمي خاصةً في ظل جائحة كوفيد-19، حيث تحتم على الأفراد والمؤسسات  وأصحاب الأعمال تغيير سلوكياتهم في التواصل مع المستهلكين والعملاء من خلال توظيف أحدث التكنولوجيا لتطوير الخدمات وتحسين العمليات التجارية الداخلية، وناقش التحديات التكنولوجية التي واجهت المؤسسات، إلى جانب دور التمويل في التحول الرقمي.

وتحدثت الدكتورة وجيهة عوض رئيسة قسم الخدمات المصرفية الرقمية والتكنولوجيا المالية بمجموعة البركة المصرفية – مملكة البحرين، عن شركات التكنولوجيا المالية التي تقدم للمستخدمين مجموعة من الخدمات والمنتجات المالية باستخدام التكنولوجيا التي كانت في السابق من اختصاص البنوك بشكل حصري تقريبًا، وأشارت إلى القيود المتعلقة بجائحة كوفيد-19 التي أدت إلى اتخاذ إجراءات فورية من البنوك، حيث 60% من البنوك أغلقت أو قللت من ساعات العمل في الفروع، و11% من البنوك أوقفت إجراءات محددة لفتح الحساب، و6% من البنوك علقت فتح الحسابات، لذلك 41% من البنوك قللت الإجراءات التي تتطلب تواصلًا أو تلامسًا مباشرًا بين العملاء والموظفين لتنفيذ المعاملات، و34% من البنوك تبنت العمليات الرقمية بالكامل، و25% من البنوك أدخلت نظام حجوزات المواعيد في الفروع، و24% من البنوك سمحت بالتبرعات من المنظمات غير الحكومية والإجراءات الاجتماعية وغيرها، و23% من البنوك اتبعت أساليب المُعرف الرقمي في نظامها، و18% من البنوك أطلقت وسائل الدفع غير التلامسي.

وقد شهدت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر مناقشة 25 ورقة علمية محكمة، فيما تستمر أعمال المؤتمر ليوم الموافق 16 سبتمبر/أيلول 2021، وسط تفاعل واسع من المشاركين في فعاليات المؤتمر الذين أثرى العديد منهم الجلسات بالمناقشات والمداخلات النقدية والإثرائية.