+A
A-

جنسيات متعددة "تتكدس" في مكتب التصديقات


يفتح مكتب التصديقات بوزارة الخارجية في المنامة أبوابه عند الثامنة صباحًا حتى الواحدة والنصف ظهرًا، وحتى قبل موعد بدء العمل، يمكنك أن تشاهد بعض المراجعين ينتظرون مبكرًا أمام المكتب أو جلوسًا في مركباتهم، ودون شك، فإن العمل الذي يقوم به طاقم المكتب "مقدر ويستحق الشكر"، بيد أن عددًا من المواطنين والمقيمين، وهم من جنسيات متعددة "تتكدس" داخل المكتب، يعانون هذه الأيام من لهيب الشمس في طابور الخارج، والوقوف على الأقدام بالداخل، فيما 4 موظفين يتابعون العمل لتخليص كمًا كبيرًا من المعاملات، سواء تلك التي حجزت موعدها "أون لاين"، أو أولئك الذين توجب حضورهم شخصيًا لإنهاء معاملاتهم.

بين صحفي ومسؤول

أرادت إحدى المراجعات الدخول فقد أتعبها الوقوف في الطابور لأن "صحتها متعبة" كما أخبرت العامل الذي يغلق الباب حال وجود عدد يسمح بالتباعد الجسدي داخل المكتب، ويفتحه حين تتاح الفرصة، فقالت :"لو سمحت.. دعني أدخل فالشمس حارقة وأنا متعبة.. أريد رقمًا"، فاعتذر العامل لوجود عدد كبير في الداخل، وحينها، كان عدد المتواجدين داخل المكتب قرابة 30 مراجعًا ومراجعة، وبالأمس، منذ الساعة الثامنة حتى التاسعة والنصف، لم يكن على المناضد سوى موظفتان لم تقصرا في العمل لكن العدد كبير، والمعاملة الواحدة تتطلب 7 دقائق، وقد تحدثت شخصيًا مع بعض المراجعين المتذمرين من الوضع، فأخبرتهم بأنني "كصحفي" سأتحدث مع المسؤول وأبلغه بملاحظاتكم وحينها كانت هناك منضدتان مغلقتان، ثم في حدود العاشرة إلا الثلث انضم موظف ثالث ليخلص معاملات المراجعين، وفي الحقيقة، لا يمكن اعتبار التباعد الجسدي مع هذا العدد عمليًا على الإطلاق حتى مع ارتداء الكمامات! قدمت للمراسل بطاقة عملي وأبلغته بأنني صحفي من صحيفة البلاد واحتاج لدقيقة واحدة للتحدث إلى مسؤول المكتب، أخذها المراسل وبعد عشر دقائق أعادها إلى وقال :"عدد المراجعين كبير ولا يستطيع المسؤول مقابلتك"، فقلت له :"أنا صحفي وأريد من وقته دقيقة، لإيصال ملاحظات المراجعين"، أخذها المراسل لكن مسؤول المكتب لم يبادر، فوقفت أمامه خلف حاجز زجاجي ملوحًا بيدي معبرًا عن حاجتي لدقيقة واحدة، وبالفعل، تحدث معي من خلف الزجاج ذاته بكل احترام صراحة، فأبلغته بأنني صحفي واحتاج للحديث معه دقيقة واحدة فقال :"ممنوع الدخول.. تفضل كيف أخدمك"، وهنا أخبرته بأن جلالة العاهل المفدى حفظه الله يشدد على ألا يغلق مكتب مسؤول أمام صحفي! فكرر :"ممنوع.. ماذا لديك من مراجعة؟".

شاشة الأرقام.. "عطلانة"!

في هذه اللحظات، أبلغته بأن لدي مراجعة وأنا مع الناس.. سأنتظر دوري ولا حاجة لواسطة، إلا أنني أحتاج لحديث "بين صحفي ومسؤول لأنقل لك بعض ملاحظات المراجعين"، فقال :"بإمكانك الذهاب إلى بوابة الوزارة وتقديم طلبك لدى الشرطة"! فقلت له :"بطاقتي لديك.. أرجو التواصل ولو عبر الإيميل"..

وعلى أية حال، فإن نقص عدد الموظفين وارد، وهذا أمر تحمله الناس، ويحدث في الكثير من القطاعات، إلا أن أولى الملاحظات، أن المكتب ينقسم إلى قسمين، قسم على اليمين وشاشة أرقامه معطلة، وقسم على اليسار شاشة أرقامه تعمل، وفي حديث جانبي مع أحد المراجعين من كبار السن قال :"تقدمت بشكوى في تواصل على هذا الوضع ولم يردون علي"، وعن الشاشة قلت أنها معطلة منذ شهر حسب مشاهدتي ومراجعتي ففاجأني بالقول :"من قال لك ذلك، إنها معطلة منذ حوالي أربعة أشهر وأكثر، والغريب، أن هذا ما أكد عليه مراسل المكتب ذاته!"، فهل يليق بوزارة تمثل واجهة البلد، أن تكون شاشتها الصغيرة أصلًا، معطلة حيث يتوجب على المراجعين "تشغيل آذانهم فقط ليرصدوا نداء رقمهم، أو الانتقال إلى شاشة القسم الأيسر لقراءة الرقم؟".

مستعدون.. نسلم اليوم ونستلم بكرة

في الخارج، لا يمكن وصف الوضع في هذا الطقس الحار الملتهب.. لكن ما الحل؟ وهنا، يقترح عدد من المراجعين افتتاح مكتب إضافي في أحد المجمعات لتخفيف الضغط على مكتب المنامة والمكتب القائم في هيئة تنظيم سوق العمل، أو أن يتم استقبال الطلبات التي تستدعي الحضور الشخصي، واستلامها على أن يعود المراجع في اليوم التالي لدفع الرسوم واستلام المعاملة، ولعل لدى المسؤولين بوزارة الخارجية، أفكار أخرى.. لننتظر؟ وتصبح المشكلة أشد، كما حدث لمواطن خرج متذمرًا مع ابنته ليقول :"واقف ساعتين، وبعدين يقولون لي ما نقدر نصدق ورقة جامعة بنتك لأن الختم غير واضح.. شلون أعرف من البداية، على الأقل عينوا موظف يستقبل الطلب ويراجعه".