العدد 4659
السبت 17 يوليو 2021
banner
من مزايا النظامين الرأسمالي والاشتراكي
السبت 17 يوليو 2021

لم يكن الصراع الذي خاضه المعسكران الرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة والاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي طوال الحرب الباردة ضد بعضهما مقتصراً على ميدان سباق التسلح أو التنافس على مناطق النفوذ، بل كان بموازاتهما صراع آيديولوجي ضارٍ حول مزايا كل منهما في المجالين السياسي والاجتماعي، فلئن تمكن الأول من بز الثاني في الديمقراطية والتعددية والفصل بين السلطات وتداول السلطة وكفالة الحريات العامة، فإن الثاني بز الأول في تقديم نموذجه كنموذج لدولة العدالة الاجتماعية، وفي الوقت الذي تبنت فيه الدول الرأسمالية الكثير من مزايا الحماية الاجتماعية تحت تأثير نضالات النقابات المستقلة والأحزاب اليسارية التي تمكنت في بعض الدول الغربية من استلام السلطة انتخابيا؛ عجزت الدول الاشتراكية لا عن الأخذ بمزايا الدول الرأسمالية في مجال الديمقراطية فحسب؛ بل وعن المحافظة على المكاسب الاجتماعية التي حققتها لشعوبها جراء الاستبداد والفساد وإلحاق النقابات بالأحزاب الحاكمة.

مؤخراً استلمت على “الواتساب” مادتين تعبران عن تلك المكاسب الاجتماعية المهمة المتحققة في الدول الرأسمالية بفضل النضالات التاريخية المديدة التي خاضتها الطبقة العاملة وعامة الطبقات الوسطى والفقيرة: الأولى عبارة عن مقال للكاتب السعودي الراحل عبدالعزيز النهاري تحت عنوان ساخر “حيا الله الإنجليز” ويبدي فيه دهشته وإعجابه حينما كان يسأل عن أحد الأدوية في إحدى صيدليات بريطانيا وعندما همَ بدفع ثمنه فوجئ بأنه يُصرف مجاناً لمن هم فوق الستين. والثانية عبارة عن مقطع فيديو يتحدث فيه شاب عراقي عن مزايا قانون التقاعد في بلجيكا: “حينما يصبح عمر الإنسان 65 عاماً في بلجيكا ترسل له دائرة التقاعد رسالة بأنه أصبح متقاعداً وعليه أن يرسل إليها رقم حسابه البنكي؛ لكي تحول إليه راتبا شهريا، ويتم تخفيض إيجار مسكنه، بالإضافة إلى دعم شهري للإيجار المخفض، وله حق في أن يطلب من الضمان الاجتماعي مسكناً بسعر رمزي، وله أيضاً ضمان صحي شبه مجاني، بما في ذلك الفحص الطبي الدوري وعلاج الأسنان وتخفيض في الكهرباء والمواصلات”، وقديماً قال الإمام محمد عبده: “رأيت في أوروبا إسلاما بلا مسلمين”!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية