العدد 4652
السبت 10 يوليو 2021
banner
الجائحة وسفن الرحمة
السبت 10 يوليو 2021

في أواخر الشهر الماضي أعلنت الصين تدشينها “سفينة الرحمة العالمية” التي وُصفت بأنها أكبر مستشفى عائم في العالم، إذ يبلغ طولها 174 مترا، وتحتوي على: 6 غرف عمليات، 150 سريراً، وتستوعب 600 متدرب، فضلاً عن الطاقم الطبي والتمريضي الأساسي الضخم، وقد استغرقت شركة سويدية في بنائها سبع سنوات بتكلفة قدرها 150 مليون يورو بتمويل من متبرعين صينيين. المستشفى العائم مجهز بالكثير من المعدات الطبية والصحية المتطورة، وذُكر أنها ستتجه إلى بلجيكا لتزويدها بالمعدات ومن ثم ستتجه إلى السنغال، وقد اعتمدت منظمة الرحمة هذا المشروع منذ بداية انطلاقته.

ومع أن فكرة إطلاق سفن الرحمة للأعمال التطوعية والإغاثات الإنسانية الطبية والصحية تعود إلى عقود طويلة؛ إلا أنها برزت على أرض الواقع بوجه خاص مطلع سبعينيات القرن الآفل، حينما صممت الولايات المتحدة سفينة “ميرسي” العملاقة التي باشرت عملها أواسط الثمانينيات لتوفير الرعاية الطبية في حالات الطوارئ في الأماكن التي تتواجد فيها القوات الأميركية، فضلا عن إسناد مهمات إغاثة إنسانية لها في أماكن مختلفة من العالم، لاسيما في حالات الكوارث الطبيعية، وهذه السفينة مزودة بألف سرير وبإمكانها استقبال 200 مريض يومياً، ويستطيع طاقمها الطبي إجراء معظم العمليات الجراحية في شتى الظروف البحرية الصعبة، وبطبيعة الحال فإن مهماتها الإنسانية تخضع لمصالح السياسة الأميركية.

مشروع سفن الرحمة هو بلا شك مشروع رائع إنسانياً لاسيما إذا لم يخضع للتسييس، لكن ودون التقليل من الأدوار الإغاثية الإنسانية التي تقوم به مثل هذه السفن الجبارة، بما في ذلك علاج المرضى المعوزين من مختلف الأمراض الفتاكة؛ فإنه لا يُعرف عما إذا تقدم مساعدات طبية إنسانية للبلدان الفقيرة المنكوبة بجائحة كورونا بنسخها المتحورة، حيث تواجه نقصاً حاداً في اللقاحات وضعفاً في الخدمات الاستشفائية والطبية، ويقيناً إذا ما كانت منظمة سفن الرحمة تتبنى بالفعل مثل تلك المهمات - كما يُفترض - فإنها تُسدي بذلك خدمة إنسانية جليلة في المساعدة على التسريع بالقضاء على الجائحة ليس في تلك الدول الفقيرة فحسب، بل ومن على وجه المعمورة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية