العدد 4651
الجمعة 09 يوليو 2021
banner
“الصحافي المواطن”
الجمعة 09 يوليو 2021

التحدي الذي يواجه المؤسسات الإعلامية الخليجية الوطنية لم يعد يرتبط بمواكبة الثورة الرقمية المصاحبة للإعلام الجديد، إنما في اكتشاف واستقطاب الكفاءات والخبرات الإعلامية المبدعة التي بمقدورها الانتقال بالخطاب الإعلامي من المستوى الخليجي إلى الصعيد الدولي؛ خصوصا أن العالم يعيش الآن ما يطلق عليه ظاهرة “الصحافي المواطن” أو “الإعلامي المنفرد”، الذي يستطيع من خلال وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي (يوتيوب، إنستغرام، فيس بوك، تويتر) أن يكون أكثر تأثيراً وفاعلية من الإعلامي التقليدي الذي يمتلك وظيفة في إحدى المؤسسات الإعلامية دون أن يضيف إليها أي إبداع أو ابتكار.

لقد شهدت السنوات الماضية ظهور العديد من قادة الرأي المؤثرين في وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، لهم منابرهم التي تحظى بالمتابعة من الملايين في العالم العربي، والسؤال: هل تستطيع المؤسسات الإعلامية الخليجية الوطنية استقطاب أمثال هؤلاء الفاعلين والمؤثرين بدلاً من التمسك بأولئك الإعلاميين الذين يعملون بمنطق “الموظفين التقليديين”، ولا يضيفون أي جديد للمؤسسات التي يعملون بها؟ هذا التطور من المهم أخذه في الاعتبار من جانب المؤسسات الإعلامية إذا أرادت مواكبة ثورة الإعلام الجديد في بعدها المتعلق بالمؤثرين والفاعلين الجدد في وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي، ربما قد يكون هؤلاء غير متخصصين أو خريجي كليات الإعلام والاتصال الجماهيري، لكنهم في المقابل يمتلكون مهارات التواصل والتفاعل والانفتاح على العالم بلغته وأدواته الجديدة، وهذا ما يحتاجه إعلامنا في المرحلة المقبلة، فهؤلاء يمكن استثمارهم بفاعلية من جانب المؤسسات الإعلامية في الترويج لقصص النجاح الخليجية عالمياً وتعزيز قوتها الناعمة.

لم تعد قوة وفاعلية الإعلام في أية دولة تقاس فقط بإمكانياته المادية والتقنية، إنما بالأساس بخبراته البشرية وكوادره الإعلامية المبدعة القادرة على إيصال رسالته إلى الخارج، والتعبير عن مواقف الدولة، والدفاع عن مصالحها بكفاءة عالية. وإذا كان الإعلام الخليجي الوطني شريكاً رئيسياً في مسيرة التنمية والتطور خلال السنوات الماضية، فإنه أيضاً سيكون أهم المرتكزات للانطلاق للسنوات المقبلة، خصوصا أن هناك إدراكاً من جانب القائمين على المؤسسات الإعلامية الخليجية الوطنية بطبيعة الدور الذي ينبغي أن يقوم به الإعلام الوطني في المرحلة المقبلة، سواء على صعيد مواكبة مسيرة الإنجازات التي تشهدها دول الخليج، أو في نقل قصة نجاحها إلى الخارج، باعتبارها نموذجا يحتذى في البناء والتنمية والإنجاز، في الوقت ذاته، يتزايد الرهان على الجيل الجديد من الكوادر الإعلامية في قيادة الإعلام الخليجي والارتقاء بمضمونه ومحتواه، وتعزيز تنافسيته على الصعيد الدولي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية