العدد 4620
الثلاثاء 08 يونيو 2021
banner
“كوفيد 19” ومجرمو التقنية
الثلاثاء 08 يونيو 2021

كما يقولون “مصائب قوم عند قوم فوائد”، ظهرت جائحة “كوفيد 19” واهتزت الأرض وفقدنا الكثير من الأحباب وهناك مرضى ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. وبسبب هذه الجائحة تعطلت الأعمال والنشاطات الاجتماعية ونسأل الله حماية الجميع من الجائحة البغيضة التي فرقت بيننا وبين الحياة الطبيعية الآمنة التي كنا نعيشها بعشق. والحمد لله، بدأت البشائر وتم اكتشاف اللقاحات، ويتسابق العلماء الأفذاذ في البحوث وهناك من يقدمون الأموال والدعم المعنوي وهناك السياسات الحكومية والمنظمات الأممية، وهناك الأشخاص الذين يعملون في خفاء تام لإنقاذ البشرية من الوحش “كوفيد 19”.


لكن، هناك من يسبحون عكس التيار ومن يصطادون في المياه العكرة بحثا عن الفوائد لأنفسهم، ولسان حالهم: “ليفنى العالم ولنستغل ظرف الجائحة لملء جيوبنا، وليغرق العالم حتى نشبع”. هؤلاء هم مجرمو الياقات البيضاء من أصحاب المقدرات والخبرات العالية في التقنية الحديثة، ولكن بدلا من استخدام علمهم للوقوف مع العالم في مكافحة الجائحة، اتخذوا طريقا آخر فيه الجشع والأنانية وحب الأنا، وقاموا بتوظيف علمهم وخبراتهم لمصلحتهم ولتستمر الجائحة حتى الشبع، ولكنهم لا يشبعون ويقولون هل من مزيد.


اتضح جليا أن مجرمي التقنية، وقفوا عكس البشرية، وقاموا باستغلال الجائحة واستفادوا من عقولهم في وضع برامج معينة عن الجائحة وتنزيل دراسات وإحصائيات ومعلومات مغرية للجميع خاصة والإنسان هلوع وجزوع.

وفي خضم هذا التكتيك، يطلبون من المتابع معلومات شخصية عنه وعن عمره وعمله وحالته الصحية وأنواع الأدوية وبرامجه المستقبلية وهكذا. وهناك من يتجاوب، وتجاوب معهم الملايين “من أرقى الأسر” كما يقولون. وعبر هذه الخدعة التقنية الماكرة، استطاع مجرمو التقنية كشف حسابات ومعلومات الملايين وتم سحب البيانات الشخصية وتفاصيلها وتم سحب الصور الخاصة والأموال من الحسابات وما خفي أعظم. ومن فطن لهذا الإجرام كان الوقت متأخرا لأن الجريمة اكتملت ووقع الفأس في الرأس. ومايزال هناك الكثير في سبات عميق ولا يعلمون ما يحدث بشأنهم من وراء ظهورهم. ويا للحسرة لأنهم سيفيقون بعد فوات الأوان وحيث لا ينفع الندم.


لذا نكتب لنلفت النظر، ولنقول، بسبب الحروب هناك أثرياء حرب وبسبب المصائب هناك من يتصيد المصائب لفائدته، وليموت غيري. ونحذر الجميع، ونقول إن مجرمي الياقات البيضاء بدون ضمير ونراهم أمامنا جميلي المنظر حسني الملبس تعلو وجوههم ابتسامة لكنها تبطن غير ما تظهر. فلنحذرهم ولنحذر أنفسنا، وأول خطوة في هذا الطريق، عدم التعامل مع أي بريد إلكتروني لا تعرفه وعدم الاحتفاظ به بل عليك شطبه فورا، وكذلك نرجوكم عدم تسهيل مهمة هذه الفئة المجرمة وذلك بعدم تحويل رسائلهم لغيرك وتكون مشاركًا في الجريمة. بل اقتل الرسالة عندك ولا تعطيها حياة جديدة بتوزيعها على الأحباب وأنت تسقيهم السم. وليس كل ما يكتب عن جائحة كوفيد 19 من أجل المصلحة العامة بل قد يكون للضرر العام. فلنحذر، وسنقدم المزيد..

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .